قولوا حسنا جناح الميرغنى والأنقاذ.. هل يعيد التاريخ نفسه؟-2- محجوب عروة [email protected] سردت أمس باختصار تجربة الحركة الأسلامية مع النميرى فيما أطلق عليها المصالحة الوطنية وذلك بهدف مقارنتها بما يفعله جناح الأتحادى الديمقراطى بزعامة السيد الميرغنى هذه الأيام وموافقتهم على مشاركة الأنقاذ بعد حكمها البلاد لأثنين وعشرين عاما، فهل ياترى تؤدى هذه المشاركة الى دفع حركة التحول الديمقراطى المنشود أم تكون مثلما حدث للحركة الأسلامية فى عهد النميرى بين الأعوام 1977 – 1985 التى انتهت بايداع كثير من قادتها ومنسوبيها الأعتقال ولم يمضى شهران حتى سقط نظام نميرى!! ذكرت أنه كان للحركة الأسلامية مبرراتها فى الدخول فى المصالحة الوطنية التى ابتدرها السيد الصادق فى لقاء بورتسودان ولكنها رفضت الأنسحاب منها عندما قرر السيد الصادق الخروج منها وطلب الى الحركة الخروج معه ولكنها اعتذرت وآثرت الأستمرار..كان منطقها أنها بدأت برنامجا وخطة سياسية عشرية تريد تنفيذها بمعزل عن تقلبات أحزاب المعارضة التى اختلفت معها فى أحداث يوليو 1976 وما بعدها.. وبالفعل قامت الحركة الأسلامية وفق خطتها العشرية بنشاط واسع شمل التمدد العضوى واعادة بناء التنظيم بشكل أكثر تطورا وجرأة رغم رصد النظام لهم فأنشاءوا منظمات شبابية للجنسين موازية للأتحاد الأشتراكى( شباب البناء ورائدات النهضة)،وتأسيس منظمة الدعوة الأسلامية والوكالة الأسلامية للأغاثة وأذرع اقتصادية على رأسها بنك فيصل الأسلامى وشركات تجارية واستثمارية تدعمهم ماليا،كما لم يصبح سرا أنها تغلغلت فى القوات المسلحة والأجهزة الأخرى الخدمة المدنية والمؤسسات الأخرى مما جعل كثير من قيادات الأتحاد الأشتراكى تشعر بالغيرة والخوف فدفعوا النميرى فى فبراير 1985 لأبعادهم واعتقالهم ومن ثم فقد أكبر داعم سياسى له منذ المصالحة حيث وفرت له الحركة الأسلامية تهدئة كاملة خاصة فى حركة الطلاب( معقل المعارضة الشرسة لأى نظام ديكتاتورى) والتى يسيطر عليها الأتجاه الأسلامى. وعندما سقط النميرى أطلق على الحركة الأسلامية لفظ السدنة وخسر زعيمها د. حسن الترابى بسبب ذلك المقعد البرلمانى فى دائرة الصحافة وجبرة التى سميت دائرة الأنتفاضة. ربما تكون المقارنة بين وضعية الحركة الأسلامية فى سبعينات القرن الماضى ووضعية الحزب الأتحادى الديمقراطى اليوم بجناحيه (الميرغنى والدقير) مقارنة صعبة لعدة أسباب خاصة ونحن نعلم أن كلا الحزبين( الأسلامى بجناحيه والأتحادى بجناحيه) لهم مناهج تفكير مختلفة وأهداف و مواقف متنوعة وربما مصالح ، فالأنقاذ مثلا يسيطر عليها جناح واحد للحركة الأسلامية يسمى المؤتمر الوطنى فيما أصبح الجناح الآخر( الشعبى) معارض شرس له. أما الحزب الأتحادى فقد أصبح عدة أجنحة( الميرغنى،الدقير،آل الهندى، آل الأزهرى،الوطنى الأتحادى، الهيئة العامة وهلمجرا.. مثلما صار حزب الأمة عدة أحزاب. السؤال الذى يفرض نفسه هل للحزب الأتحادى جناح الميرغنى له تصور واضح وبرنامج سياسى يدخل به المشاركة أم ماذا؟فمن الواضح أن هناك خلافا كبيرا نشأ بين المشاركين والرافضين لها. واذا سلمنا جدلا بأن له تصور وبرنامج واضح فما هو؟ وهل سيؤدى دخوله المشاركة الى بناء الحزب أم مزيد من الأنشقاق كما حدث للحركة الأسلامية عام 1977 حين رفض جناح اخوانى بقيادة الأستاذ الصادق عبد الله عبد الماجد الدخول فى المصالحة مع النميرى والمشاركة فى نظامه فكانت النتيجة الحتمية الأنشقاق الكامل بعد انتفاضة أبريل 1985 فصارا حزبين مختلفين أحدها الجبهة القومية الأسلامية والأخرى الأخوان المسلمون. والسؤال الأهم هل ستستمر المشاركة بين الأتحادى جناح الميرغنى والأنقاذ وتسير دون عقبات فى تضاريس ومطبات السياسة السودانية الصعبة أم يحدث لها كما حدث بين النميرى والحركة الأسلامية؟ باختصار هل يعيد التاريخ نفسه بشكل آخر؟ دعونا نرى. باى باى على صالح أخبرا وقع الديكتاتور على عبد الله صالح على نقل السلطة بعد قتله للمئآت من أبناء الشعب اليمنى الثائر البطل. والسؤال لماذا تأخر وكان بامكانه أن يفعل ذلك منذ البداية حين رفضه الشعب فلا يموت بسببه الكثيرون؟ تبا للطغاة المستبدون.