.. [email protected] تقول الطرفة ان أحد الذين يحاولون التقرب من الرئيس البشير بمسح الجوخ ، قد جاءه ذات صباح ، مبشرا بانه قد رآه فيما يرى النائم ، يرفل في الجنة برداء ابيض وضمير ابيض وثغر باسم يشع بياضا ، فانتشى الرئيس سائلا الرجل ! وهل كان عبد الرحيم معي في الجنة؟ قال الرجل ، الحق لله ، لم يكن معك ! فتجهم الرئيس حزنا لخيبة أمله في صحة الحلم ، وقال للرجل بصرامة ، اذن هذا ليس أنا ! وللرئيس كل الحق أن يحزن لمجرد أن عبد الرحيم الذي صاحبه في رحلة الانقاذ الطويلة المملة بالحروب والاخفاقات ، لم يصاحبه في دخول الجنة ولو من باب الحلم الذي هوحق مشروع حتي للسيد ابليس الذى لم يقطع ذلك العشم وهو شأن من رحمة الخالق وحده على عباده من الثقليين . بيد أن السيد اوكامبو مدعي المحكمة الجنائية ، وكما رشحت الأخبار ، ومن قبيل ولعه بالسيد الرئيس البشير ، تابى نفسه عليه الا أن يحقق للرئيس حلمه في الدنيا بديمومة رفقة صديقه ووزيره الأزلى والأبدي الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين ، فيعمل هذه الأيام جاهدا ليصطحبه معه بمذكرة توقيف في رحلة واحدة الى لاهاي ، على طائرة الابادة الجماعية وبموجب تذكرة جرائم الحرب ، التي خاضها مع رئيسه في كل الاتجاهات وهو الذي كان يرد عليه التحية بأجمل منها حتي في أحلك الظروف ! ولا يحتمل فراقه خارج القصر الجمهورى وقاعة مجلس الوزراء الى درجة ذرفه الدموع الرئاسية يومها مؤكدا أن ذهاب عبد الرحيم ما هو الا اجازة محارب وسيعود قريبا حينما ودع رفاق السلاح وزير داخليتهم في نادي الضباط وهو يمضي مستقيلا على خلفية انهيار البناية لتي لم نفقد الا بضعة ارواح رخيصة ضحايا لحادثتها البسيطة والعادية ، وهي خسارة لاتساوي نقطة في بحر انجازات الرئيس وحبيبه عبد الرحيم التي حققوها في دارفور والجبهات الأخرى! ولم يتكلف الوطن غير حفنة مليارات جراء سقوطها فداء لصداقة العمر بين الرئيس ورفيقه المجاهد! ولم يلبث الرئيس طويلا حتي أوفي بوعد دمعته الغالية ، فأعاد عبد الرحيم ، وزيرا للدفاع لتتسع مسئولياته وتتجاوز حدود سقوط البنايات الى سقوط قذائف الطائرات الاسرائلية كقبلات العشق الحارة على ثغر الوطن ، فيبتسم لها وزير دفاعنا العائد ، محتفظا لنفسه بحق الرد عليها بصفعة تحمي الشريعة المستهدفة من قبل صياعة الصهاينة الأنجاس ، مثلما كان متريثا من قبل في رده على زيارة الدكتور خليل السياحية في رابعة النهار وتجوال قواته وسط أحياء أم درمان ! الآن تتسرب اخبار عن نية السيد اوكامبو ، لتحقيق حلم الرجلين في رفقة لاهاى ، مع ارهاصات التشكيل الوزارى القيصري في غرفة الشراكة المتعثرة الولادة ، ولا ندري حتي الآن هل سيستمر السيد الفريق الركن مهندس في موقعه كوزير حامي لحدودنا و أجوائنا وثغورنا ليتمكن من رد الصاع صاعين لمنتهكيها من الأغراب المغيرين ، ومن الخونة المتحالفين في كاودا وقد تضخم كومهم حول خليل الذي كان وحيدا وقتها حينما عبث قريبا من ذيل الانقاذ ! أم سيذهب وزيرنا الهمام الى موقع جديد لتتنوع انجازاته الوزارية وتغشى خبراته الماحقة مرفقا وزاريا آخر بقدر من عدالة عهد الرئيس الذي لا يُظلم فيه منصب دستوري ويفقد حقه ونصيبه من حصة الفساد الذي يُنكر رئيسنا وجوده تواضعا ، أو ربما خوفا من العين ! ونحن بدورنا نقول للسيد اوكامبو ، ما بالك تحسدنا في روعة وفاء الصديقين وتستاثر بهما ، في ترطيبة لاهاي ، ونحن الأحق بتكريمهما في وطنهما، فلربما نتعلم هذه المرة المشي بخطوة نتجاوز بها ، طيبة (عفا الله عما سلف) ! ونترك ما لله لله ، ليحكم فيه يوم الحساب بميزانه الذي لا يختل ، أما ما يخص الاوطان فلنا كل الحق ان نضعه على ميزان يرد المظالم الى أهلها الذين طالما صبروا على ضياعها ، قبل ان يلتقط منا السيد أوكامبو كفتي ذلك الميزان ! والله المستعان .. وهو من وراء القصد.