[email protected] يبدو أن رياح التغيير قد هبت على فكر الرجل الذي حل حديثاً علي القصر الجمهوري كمساعد لرئيس الجمهورية0 فبعد أن صرح الإمام الصادق المهدي بأن ابنه عبد الرحمن المساعد المعني هنا كان يخطط ذات يوم عندما كان معارضاً، لتلغيم الخرطوم بالمتفجرات ضمن وسائله لإسقاط النظام، إذا به يرعى ويشرف الآن، في أولى خطواته العملية، على مشروع تطلقه إحدى شركات الاتصالات بالتعاون مع الولاية وهيئات المجلس الأعلى للبيئة والاتحاد الوطني للشباب وإتحاد الصحفيين ومنظمة دربكان ومنظمة بشائر وأخريات، لزراعة الخرطوم بسبعة ألف شجرة0 فيا له من تحوّل يصب في خانة التناسي لغبن الماضي ومخططاته العمياء مع فتح صفحة جديدة تتزين بالنماء وإعلاء شأن التجميل لا الرخاء0 وقبل سنوات انتشرت بأحياء الولاية ظاهرة التشجير أمام المنازل بصفة خاصة إضافة للقليل على الساحات والطرقات العامة، فساعد ذلك على تغيير سحنة الولاية من الجدب وكساها لباساً أخضراً قلل من تعدي الأتربة وقيظ الظهيرة، غير أننا نتعامل مع التشجير داخل الأحياء بصورة عفوية دون مراعاة لهندسة التنسيق وعلم الجمال0 ولعل الناظر لشوارع وأزقة الأحياء يلحظ أن البعض استغل فكرة التشجير لزيادة رقعة منزله على حساب مساحة الشوارع والطرقات الضيقة فصارت بعض المنزل مسورة بغابات من الأشجار الكثيفة التي أحالتها إلى أكمة يصعب التعرف معها على معالم المنزل لغياب حس التشذيب والعناية الراتبة إلا من إطلاق العنان لصنابير المياه ذات الدفع المقطوع، ولا أعتقد أن الاهتمام بالسقاية سيكون بذات القدر لو تم تطبيق نظام عدادات الدفع المقدم0 نأمل أن تراعي الحملة الجديدة التركيز على الشوارع العامة مع اختيار نوعية الأشجار الباسقة وليس تلك التي تحجب الرؤية وتمد أفرعها لتعويق المرور وتسقط أوراقها الجافة لتزيد عبء العناية بالنظافة0 فنحن كنا في حقبة سابقة نوصف بعض المنازل بالشجرة المميزة، كأن تقول للسائل بأن المنزل الذي يقصده به شجرة نيم أو أراك أو بان وهو تراه من البعد مميزاً بتلك الخاصية ولكن الآن سقطت هذه الصفة وصار من الصعب أن يستدل الشخص على مقصده لأن غالبية المنازل تكسي واجهاتها بالأشجار ونبات التسوير لدرجة تتعذر معها رؤية المدخل ذاته0 ولو كان البعض يظنون أن في ذلك الكساء بالصورة التي نراه بها الآن تجميل، فهم مخطئون0 ومن المواقع التي عرفت بالشجر لقلته في ذلك الوقت، منطقة الشجرة الموسومة بشجرة ماحي بك وسوق الشجرة الشهير بام درمان و شارع الدومة بود نوباوي رغم إزالة شجرة الدوم التي كانت تتوسط الشارع وشجر القرض المعروف بشجر ود غلينج بخور أبو عنجة الذي انتهي عمره الافتراضي واختفى ومعالم شجرية أخري0 أما أشهر أنواع الشجر فهو اللبخ المصفوف على شارع النيل منذ عهد الاستعمار حتى الآن إلا القدر اليسير الذي اقتضت حاجة التوسع لإزالته وأعتقد أن البعض ستتم إزالته أيضاً عند اكتمال مشروع توسعة شارع النيل حيث لا بأس عندها من غرس البديل العصري0 إلى جانب ضرورة التشجير أرى إن المحليات تعنى بزراعة الزهور اليانعة على الشوارع وتعطيها اهتماماً بالغاً يجعل المرء يتساءل عن سر ذلك في شوارع تتوسطها الحفر والأخاديد وتغيب عنها أعمدة الإضاءة أو تبخل أكثرها بمنحنا ضوءاً يعيننا عن القيادة باطمئنان حيث أن لمتطلبات السلامة الأولوية على أعمال البستنة الموسمية0