ضاحية الحاج يوسف .. مدينة المليون نسمة .. بهوياتهم المتباينة من مختلف انحاء السودان يفتقدون الي ظلال الاشجار .. وحيثما تلفتت تجد المنازل عارية من الخضرة .الوحيدة التي تنتصب امام المنازل هي اعمدة الكهرباء بدلا عن جزوع اشجار النيم والمهوقني ..« الصحافة » انتقلت الي الحاج يوسف بحثا عن اسباب اختفاء الخضرة والاشجار . في بدء تجوالنا التقينا موسي محمد صالح الذي قال ان سبب عدم اهتمامهم بالتشجير يعود الي ضيق المساحات امام منازلهم والتي تقل عن المترين مشيرا الي ان بعض جيرانه الذين يمتلكون قطعتين وحدهم الذين يهتمون بالتشجير، واكد صالح رغبته في التشجير لو وفرت له المساحة الكافية لذلك ، مبينا انه تربي في الولايات وسط الاشجار والحدائق خاصة ان الزراعة في الاقاليم لا تكلف كثيرا لتوفر الاراضي والاجواء المناخية المساعدة ، وقال صالح انه بعد استقراره بالحاج يوسف كثيرا ما يذهب الي النيل للتمتع بمنظر الخضرة ليرتاح من تلوث شوارع الزلط وعوادم السيارات، و اشار صالح لوجود مزهريات صغيرة داخل منزله حرصا منه علي وجود بعض الخضرة بالمنزل . حسام أحمد اشار الي ان انشغاله بالعمل لم يعطه الفرصة للتشجير امام منزله مشيرا الي فشل محاولاته السابقه للتشجير لعدم متابعة السقاية ورعاية الشتول، ويعترف حسام انه مازال نادما علي عدم التشجير لجهة ان التشجير يمنح المنزل الظل الوارف ويضفي علي اهل المنزل حالة من الراحة النفسية . وقال عبدالعزيز عمر بعدم اهتمامه بزراعة الاشجار امام منزله لغلاء الشتول كما انها تتطلب السقاية المستديمة والمتابعة ، مشيرا الي خوفه من الاشجار عند بلوغها حجما ضخما اذ تؤثر علي اساسات المباني بجذورها التي تصل الي ابعد غرفة اضافة الي انها مستودع لتجمع البعوض . غير ان خالد عبدالرحمن لا يتفق ورؤية عبدالعزيز اذ يؤكد ان التشجير يمنح المنزل منظرا جميلا ورائعا واشتكى عبدالرحمن من عدم توفر معينات رعاية الاشجار كما ان المنطقة التي يسكن بها تتميز بكثرة الاغنام التي يطلقها ملاكها والتي تقضي علي الاخضر واليابس . تلفتنا حولنا باحثين عن اي مناظر للخضرة بيد اننا لمحنا من علي البعد مشتلا توجهنا نحوه وهناك التقينا بمالكة المشتل واسمها مشاعر والتي قالت بانها بدأت نشاطها منذ ان كانت في الخامسة عشرة عندما بدأت بزراعة الاشجار والزهور داخل منزل الاسرة بمساعدة اختها وانتقلت الي زراعة الزهور امام المنزل .. وبكلمات تدل علي الاعتزاز بالنفس والثقة بجودة العمل قالت مشاعر انها تزرع كل انواع الزهور ويتلقف الزبائن ما تزرعه يداها قبل اكتمال النمو ، موضحة انها تعجب باصحاب المنازل الذين يزرعون ويرعون زهرياتهم امام المنزل ويمنحون الاخرين المنظر الرائع، وتعدد مشاعر مميزات الاشجار التي تمنح اجواء البلد الساخنة الرطوبة والاجواء المعتدلة، مشيرة الي ان ظلال الاشجار تمنح المنزل مكانا اخر للترويح عن النفس وبعض الطالبات يستخدمنها للمذاكرة ومراجعة دروسهن نسبة لجوها الهادئ والمريح .