لمح الزميل صدقي كبلو في ثنايا موازنة 2012 مبلغ 140 مليون جنيه خصصتها حكومة الانقاذ للخدمات العلاجية لكل سكان السودان الشمالي خلال سنة ميلادية طولها 366 يوم " سنة كبيسة " . أقسم 140 مليون علي 31 مليون مواطن وستجد النتيجة 4.5 جنيه لكل مواطن أو مواطنة في السنة . أقسم علي 12 لتجد النصيب الشهري أو ما يعادل 38 قرش سوداني أو أربعة حديدات قيمة كل منها 10 قروش ، علي أن يكتب كل زول إيصال أمانة قدره 2 قرش لحكومة الانقاذ أبو جلابية . يمكنك عزيزي المواطن وبكل شفافية أن تركب البص من أم كدادة للخرطوم بقيمة 100 جنيه ، وتنزل في الميناء البري ثم تنحشر في حافلة " كانون " بقيمة 60 قرش إلي موقف السكة حديد ، ثم تمشي كداري إلي شباك وزارة المالية لتطالب بحصتك النقدية من العلاج والتي قدرتها الميزانية ب 38 قرش . ولا تسمع كلام السدنة وبعض المسؤولين من نوع ( أمشي وتعال بكرة ) أو المدير مافي وتمسك بحقك ، ولا تتزحزح من الشباك حتي تستلم قروشك علي داير المليم ، وتعدها أمام الصراف قرش قرش ثم توقع علي دفتر الاستلام بعد أن تتأكد من الرقم المكتوب حتي لا ( يدقّسوك ) . اطلع طوالي علي الاجزخانة وقول للصيدلي أو الصيدلانية داير علاج شهر بالتمام والكمال ، حيقولوا ليك وين الروشتة قول ليهم دي أمراض مزمنة ، ملاريا وتايفود وسوء تغذية والتهاب مصران . وحيطلعوا رف وينزلوا رف ويناولوك كيس مليان دواء ، وورقة مكتوب عليها قيمة الدواء لتدفع عند المحاسب القاعد في تربيزة في ركن الصيدلية . بكل هدوء ناوله الورقة ، ثم أدفع ال 40 قرش وشيل كيسك وامرق . حيطاردوك ويمكن يضربوك لكن تمسك بعلاجك ولا تفرط في الكيس مهما كان الثمن . ولو جاتك ( 999 ) وقالوا ليك أدفع القروش أو رجّع الدواء قول ليهم دا بعدكم خلوا وزير الصحة يدفع والماعاجبو يحلق حاجبو . ولو جابوا ليك مفتي مضروب وقال ليك دي سرقة والدواء بالطريقة دي حرام ، قول ليه في ناس بسرقوا بلد بي حالها وانت ساكت . ولو جاك زول لابس ملكي و ( نضارة ) سوداء وقال ليك إنت معارض ومحرّض قول ليه أمشي شوف حكومتك اللي محددة ميزانية العلاج بي كدة . ولو قال ليك الدواء غالي ومصنع الشفاء ضربوهو ، قول ليه الدواء كان مجاني قبل 22 سنة ومن قبل ما نصدر البترول ويتبني المصنع . وبعد سين وجيم حيخلوك تمشي ، وبعد شهر تعال لي 40 قرشك وجيب معاك ناس الحلة كلهم ، وحالما يتجه موكبكم لوزارة المالية وبنت عمها وزارة الصحة سيصدر قرار جمهوري بمجانية العلاج . الميدان