/ المحامى [email protected] الشهيد/ محمود محمد طه ... أتذكرونه ياأحباب؟ لقد تنبأ الرجل فى العام 1977 بأن أصحاب الهوس الدينى سيحكمون السودان وسيزيقونه الأمرين...وسيأتى زمن يتقاتلون فيما بينهم ثم ينتهون إلى زوال..... عجيب أمر هذا الرجل إذ أنه قال: ( من الأفضل السودان أن يحكمه أصحاب الهوس الدينى )، ومصدر تعجبى حول تلك الأفضلية التى لم ادرك كنهها إلا فى هذه الأيام.. دعونا نتساءل بروية وهدوء... طالما أن حزب الإسلام السياسى قد صعد نجمها فى الدول العربية التى ثارت ضد حكامها... طالما حدث ذلك ... فما بالهم يرتجفون ويقولون أنهم لن يلغوا حركة المجتمع ولا ما هو معروف بالضرورة وأنهم لن يشددوا قبضتهم ولن تأخذه الشطحات للمناداة بدولة الخلافة المحروسة بالجنود والسيوف والرماح وكبت النساء؟ عاملان أساسيان ساهما فى فزع المنتصرين المترقبين من الإسلامين ... أولهما هو فشل نموذج أول دولة إسلامية سنية فى أواخر القرن السابق وهى السودان وثانيها ما أطلقه إسلاميو الجزائر فى التسعينيات حين أدركوا بلوغهم الحكم عبر أغلبية الإصوات .... حينها أخذتهم نشوة النصر ونادوا بالطالبانية وألا وجود للنساء فى حكمهم بل وفى مجتمعهم!!!!!!!! تباً لكم فمن تحبون ولمن تغنون وتنشدون الإشعار؟ ولأجل من تسايرون القمر والنجوم فى حلهم وترحالهم؟ أو ليس من أجل القوارير؟... نساء الارض اللائى هن كل المجتمع.... كاذب من قال هن نصفه بل هن المجتمع كله ...فتلك الأم وبعدها الأخت ومن ثم الحبيبة وبعدها الزوجة وبينهن نساء تتعدد صفاتهن وأحياناً وظائفهن... مالكم والمرأة؟ دعوها فإنها رسم عبقرى فمن هذا الوجود قاتلكم الله. عزراً ياأحباب إن إنتقلت بكم إلى ضفة أخرى غير الضفة المنشودة ولكن للحديث شجون وآلام بل وهذيان فى أحايين أ‘خر. مقولة شهيدنا/ محمود بل نبوئته إبتداء أثرها منذ أعوام عشر ... فهاهو عراب النظام (الترابى) يقذف به تلاميذه فى بئر عميق.. بئس الأبوه كانت، بل بئس البنوة تلك... ثم التمرد الذى بدأته حركات دافور والتى يغلب إنتماء جزءا مقدرا من أفرادها للحركة الإسلامية... كنت أستجعل النهاية وما كنت أدرى أن النهايات لاتتشابه بالضرورة ..... فتآكل الإسلاميين بل وضربهم بعضهم البعض بدأ من الاعلى ...وهاهو ينزل إلى مستوى القواعد . آلمنى أن يقتل تلاميذ الجبهة الإسلامية فى الجامعات السودانية زميلاً لهم فى جامعة القرآن الكريم ولكنى فى ذات الوقت فرحت ، إذ أن علامات النهاية وصلت القواعد والبنى التحتية..... هاهم طلاب الجامعات من حزب الإسلاميين يقتلون بعضهم البعض مما يعنى أن شرارة النار قد وصلت آخر الحبل المربوط فى مستودع الذخيرة ولايوجد بعد ذلك إلا الإنفجار الإعظم . أرجوك يا(وطنى) أن تنفجر أرجوك يا(وطنى)... فإن ثلاثة وعشرون عاماً ضاعت من عمرى.... أواخر طفولتى وكل صباى وجزءاً غير يسير من شبابى. أرجوك يا(وطنى) أن تنفجر ...... فإننى وقفت الصباح اليوم أمام المرآة ولحظت شعراً أبيضاً أبتدأ التسلل فى رأسى... أرجوك فإننى غير مستعد لمشاهدة شعرى وهو مكتمل (البياض) فى ظل هذا النظام الحاكم....... دع البياض يكلل رأسى فى حضرة حكم مكتمل الدمقراطية. (إرحل) (بأه) (إيدى وجعتنى). أرجوك يا(وطنى)