العصب السابع كِبر يستغيث..! شمائل النور ماذا يعني لكم أن ينعقد \"مؤتمر إعلامي\" في أكبر أقاليم السودان احتراباً والتي تعاني أزمات أمن واستقرار، ومواطنها الذي يعيش في المعسكرات يتعطش إلى السلام صباح كل يوم، وكأن أزمات دارفور بما فيها ولاية شمال دارفور كأنها خلصت وتبقت فقط مشكلات الإعلام.. ليت الأرقام الحقيقية حدثتنا كم حجم المبلغ الذي صرفه والي شمال دارفور محمد يوسف كبر في مؤتمر إعلامي \"قاطعو من راسو\" لا علاقة له بالوضع الراهن، ليعلن بعد نهاية هذا المؤتمر الهلامي أن ولايته تقترب من فجوة غذائية وينبغي أن يلحقها المركز بالإغاثة عاجلاً لا آجلاً، فمساحة الرقعة الزراعية بالولاية تبلغ (9) ملايين فدان أُستغل منها هذا العام 1% فقط لقلة الأمطار، إذاً الفجوة لها علاقة بالموسم الزراعي لهذا العام، أي يعني أن الفجوة معلومة لكبر قبل انعقاد مؤتمر الإعلام بفترة، ولم تأت فجأة، على سبيل المثال لم يتعرض مخزون الولاية إلى التلف كما حدث في المخزون الإستراتيجي، إذاً كِبر يعلم الفجوة لكن فضل أن يعلنها عبر مؤتمر الإعلام.. فكان حرياً به أن يعقد مؤتمراً يسميه قضايا شمال دارفور الملحة، يقيم فيه كل أوضاع الولاية بما فيها وضع الغذاء، حتى يُمكن أن يجد كبر مجرد تعاطف، لكن أن يعقد مؤتمر إعلامي يصرف فيه مبالغ طائلة كان يُمكن لها أن تسد حاجة ما في مكان ما أولى وأحق به. بدلاً عن قضايا إعلام لا جدوى منها ولا مبرر لقيام مؤتمر لها على الأقل في الظروف التي تعيشها الولاية. الصرف اللامسؤول في مؤتمرات لا جدوى منها ولا ناقة للمواطن فيها ولا جمل، ولا تخدم إلا صاحب فكرتها ينبغي أن تصدر بشأنها قرارات حاسمة، كفى إهدارًا للمال العام، السودان كله يعاني الآن من أزمة إقتصادية فادحة، يحاولون سدها مرة برفع الدعم ومرة بزيادة ضريبة القيمة المضافة والإتصالات، والموسم الزراعي لهذا العام فشل في كل السودان، وأعلن المزارعون عدداً كبيراً من المناطق المنتجة خروجها من الإنتاج، وآخرتها أن المخزون الإستراتيجي تلف بنسبة أكثر من 40%، أي يعني كل الإحتمالات والسيناريوهات متوقعة.. في توقيت مثل هذا أترشد الحكومات الصرف على أساس ترتيب الأولويات، أم كل يعمل ما بدا له حسب أولوياته هو، ليدفع المواطن الثمن؟ وحتى لا ينطبق علينا حال \"راحت السكرة وجات الفكرة\"، فمنذ انفصال الجنوب ينبغي أن يكون هناك تعامل جاد فيما يخص الصرف الحكومي اللا مسؤول،لا أن تكون توجيهات أمام الجماهير واستهلاك مفردات، وحتى تطالبوا المواطن بشجاعة بالتقشف وربط الحزام.. لكن إن كان المركز ذاته يطرح حكومة جديدة مترهلة في عز الضيق والشظف والشح، وفي موضة جديدة، أن يكون هناك وزيرا دولة في وزارة لا ينبغي أن يكون بها وزير اتحادي ولا معنى لوجودها في الأساس، لماذا نلوم حكومة ولاية، إن كان هذا نهج المركز؟ التيار