نور ونار رجم (ذباب) الفساد بالصخر م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] أستوقفني حديث النائب الأول وهو يرد علي الذين يتحدثون عن الفساد وعن أستشرائه بأنهم يهولون في الحديث عنه ودعا سعادته جموع الذين يتحدثون عنه أن رويدكم لاترجموا الذباب بالصخر ولكن حديث النائب الأول ربما يجافي الواقع المعاش الذي يدعو لرجم الذباب وصده بالجبال ومصدات الرياح ناهيك عن الصخور. الحديث عن الفساد أضحي بائنا ولايحتاج لوسيط ينشد تهويله أو توسيع حجمه فقد جثم فوق ظهر الدولة تماما وأي محاولة لنفيه تعد من باب الضحك علي الدقون الكل يعايشه ويبصره تماما بل تجب وضع الآليات المناسبة لوأده والقضاء عليه ومن عجب أن الدولة تقر به صراحة وتعترف بالأخطاء التي أفضت له وحين يحين الحديث عن محاربته يخرج النائب الأول برجائه بعدم رجم الذباب بالصخرة . والواقع أن الدولة قد تعد ذنوب الفساد الصغيرة من (اللمم) التي لاتستوجب العقاب وأنما تدفع بالمغفرة والثواب ونست الدولة أن محقرات (الذباب) أقصد الفساد أذا أجتمعن علي الدولة أوشكن علي هلاكها كما هلكت الدول من حولها فقد كان خراب العروش بفساد الحكام والنخبة الحاكمة التي جعلت من الخروج عليهم واجبا شرعيا بغية الأصلاح والقضاء علي بؤر الفساد فنجحت الثورات وأنجابت الغمرات . علي الدولة أذا أعترفت بوجود (الذباب) أن ترجمه أو تكافحه حتي لايتحول الي مرض معدي يصيب بعدواه القريب والبعيد وتسقط في منطقة العدوي والوباء التي تجعل الكل في نظر الجميع مصابا كل يكافحه بأداته أن كان عبر الحجر أو الصخر أو مافوق ذلك لم لا فالذباب في حد ذاته ضار ووجوده قد يجعل من الضرر أعم ومكافحته بالصخر قد تقضي عليه تماما. ودائرة الأستغراب قد تشملني والناس يضعون الحكومة في دايرة الربيع العربي الذي تشابهت ظروفه ودواعيه في كل البلدان العربية ويخرج علينا المسؤؤلون بأن البلاد خارج تلك الدائرة التي تجعلهم في مأمن من خروج الشعب والنائب الأول يصدق ذلك ويعترف بالأخطاء ووجود الفساد وتقرير المراجع العام في كل عام يكشف الخطر ويفطن لمواضع الضرر وبعد كل ذلك يقول النائب الأول علينا أن لانرجم هذا الفساد (الصغير) بالصخرة الضخمة. الي متي تظل الدولة (غافلة) عن مايحدث وتغض الطرف حياءا من التصريح بالأخطاء الحقيقية والأعتراف بوجود فساد بقوته فقد كان الرئيس شجاعا وهو يعترف بوجود الفساد ويذهب أبعد من ذلك بأنشاء مفوضية له تعني بأظهاره ومحاكمة الفاسدين ولكن حديث النائب الأول يجعل من الفساد الذي شغل الناس وأخذ حيزا كبيرا في الصحافة والتجمعات والألسن صغيرا لايستحق تلك الضجة ولايستحق الذكر وعلينا أن لا نرجم ذلك (المخلوق) الصغير بالصخر .فربما يريد علي عثمان لهذا الذباب أن يجعل طنينه باقيا بعيد عن طوفان الصخور التي قد لاترحم