بسم الله الرحمن الرحيم شتان ما بين صمت بين الطغاة واحتفالٍ في بيت الزعيم عروة علي موسى [email protected] شتان ما بين صمتٍ في حضرة الطغاة واحتفال في بيت الزعيم .. فجل ما فعله مولانا بالاحتفال بذكرى الاستقلال مجرد خطاب لا يقدم ولا يؤخر ، ومخالفاً لدستور التنظيم وتاريخه المجيد عندما تغنى في خطابه بمشاركته لنظام شمولي لا يتعرف بالآخر وجعل من ذلك مكسباً ( قبيحاً ) للحركة الاتحادية ، وغاية ما نلنا من ذلك الخطاب أن مولانا كان يجلس في كرسي والده يوم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان ، وبهذا أراد مولانا أن يقول لنا إنه كان مشاركاً في صنع الاستقلال وليس الأزهري وحده ، وهذا العرض من مولانا مثَّل لنا حالة من حالات الشيفونية التي يعيشها مولانا هذه الأيام ، وربما تأتي تبريراً على الموقف المتخاذل في مخالفة القواعد والمشاركة مع هذا النظام ، وربما أراد بها مولانا أن يتقوى بإقدامه على فصل كل كادر ينتقد مشاركته وصحبه الأشقياء مع نظام عسكري شمولي جاء للحكم على ظهر دبابة بليل .. هل درى مولانا بأن ( السريرة بت مكي ) هي من قامت بتصميم علم الاستقلال وما حدثتها نفسُها مرة طوال كل هذه السنوات أن تقول إنها هي من قامت بذلك تدري لماذا يا مولانا ؟! لأنها فعلت هذا حباً للوطن لا حاجة لها في منصب ولا جاه ولا سلطة ولا حتى مجرد ذكرى ، فماذا يعني أنك كنت وجوداً في كرسي أبيك يوم إعلان الاستقلال ؟! هل درى مولانا أن ( حواء الطقطاقة ) هي كانت من تتوشح بالعلم ساعة الاحتفال برفعه على سارية القصر ، ولم تحدث الناس بصنيعها حتى تعرف عليها الناس أخيراً ، فماذا يعني أنك كنت وجوداً في كرسي أبيك ؟! أما سألت نفسك لماذا غاب أبوك في ذلك اليوم ؟!! حب الأوطان لا يُدعى ولا يُصنع ، ولا يتغير ولا يتبدل ، فهو ثابت لا تحركه مصالح ولا تزحزحه مخاوف ، ولا تدفعه خبايا تطالب بتقلد ( وزارة التجارة ) لإعادة بناء مجد أزف أوان ذهابه ، فكان الدفع محاولة لإعادة تلك البيوتات التي كانت تقدم لك الدعم من قبل وفق مصالحها لتعود من جديد بعد أن أحكم عليها أهل هذا النظام القبضة اقتصادياً فغاب صيتهم الاقتصادي في أم درمان ومدني وأصبحوا أطلالاً اقتصادية يتندر بها الناس في مجالسهم عندما يحكون عن الدنيا الفانية أم قدود ... بئس احتفال ( صامت ) في حضرة الشمولية ، والوطن يئن من فرط ثقل هذا النظام ، والناس الغبش يتعذر عليهم الحصول على لقمة العيش الشريفة ، والأطفال تصرعهم الأمراض ، والمجتمع ينهشه داء التفسخ ، و خلف الجدران أمهات ثكلى تبكي على فلذات أكبادهن الذين يتواجدون في بيوت الأشباح ، فكل هذا ومولانا ( نائم ) ومن معه من الأشقياء يخططون لإنجاز المصالح على حساب هذا الوطن الجريح .. فأبعد هذا يتحدث مولانا عن فصل الكوادر .. أما رأيت يا مولانا كيف كانوا متراصين ومزينين صدورهم بعلم الحاجة السريرة وحواء الطقطاقة وهم يهزون الأرض من تحت كراسيكم .. أما رأيت كيف بدأ الشارع مهيباً ، والموقف جليلاً ، وكيف أُلجم الذين ظنوا أن الحزب الاتحادي حزب يؤيده كبار السن من القوم .. أما سمعت هؤلاء الشباب يهتفون أحرار أحرار مبادئ الأزهري لن تنهار .. ولا وفاق مع النفاق .. ألم تسمع بهذا أم أن الذين من حولك لا يعطونك كل الحقيقة حتى تظن أن الكل معك .. وهل يهون عليكم يا مولانا معاناة أبناء شعبكم ، وضيق الحال ، والشاهد تربص الأجهزة الأمنية به من كل حدب وصوب .. هل هان عليكم هذا الشعب حتى تصدقوا افتراءات النظام بأن الشعب يعيش في بحبوحة ورغد من العيش .. هل هان عليكم هذا الشعب... أم أنه لا يستحق لأنه ليس مثلكم من السادة ... نعم .. بهذه المشاركة أردتم تسفيه وتحقير نضال الشعب السوداني كله ، وتاريخ الحركة الاتحادية كأنكم كنتم تعدون العدة للغدر بهم ، وسعيتم بالفعل لمسح نضاله بهذه المشاركة الهزيلة ، وأعلموا أنكم ستخرجون خاسرين من هذه المشاركة ، ولكن الرابح الأكبر هو الحركة الاتحادية لأنها ستكون قد عرفت العدو من الصديق .. استيقظ يا مولانا ومن معك من ( الأشقياء ) قبل فوات الأوان وعودوا مستسمحين قواعدكم علها ترضى عنكم .. إلى أبي الوطنية الشهيد الزعيم الأزهري : (دعني أقصُّ عليك بعض الإنفتاقْ ... براءة للنيل قط ما بارحته مواجعُ الحكامِ يوماً أو أبان به انعتاقْ. ينسابُ مثلُ الحلمِ بين هواجسي نتناً وتحمله النبوءاتُ العقيمة بالنفاقِ إلى النفاقْ. دعني أسافر فوق خدِّ النيلِ وحدي ريثما أحترفُ فنَّاً للتأفُّفِ من هشاشات الطغاة الحاكمينَ وجفوةِ الأيامِ أو ( ذاك الكمين ) ... من حُكِمِ بعض القائمين على الشقاق. أنا أيها الموءودُ في صدري تحاصرني الأماني كالحاتٍ وجهُها الأبوي تحملني اشتياقاً سافراً ما ملهَّ ذا الاشتياق. متمردٌ .. شفتاي تعبثُ بالكلامِ المُرِّ تحلمُ بالحديثِ الحُرِّ .. تنساقُ انعتاق. دعني أجالسُك الصباحَ البكرِ أحملُ في دمي وجعي وتشدُّ أنتَ مناكفاً في بعضِ أحزمةِ الوثاق ) عروة علي موسى ،،،