سبعة وخمسون مرت والذكرى تتجدد ويظل علم السريرة مكي الصوفي خفاقا في الوجدان عاليا يرمز لعزة السودان، فلقد كانت الموهبة والحظ حليفا الأستاذة والمربية التي تشاركت مع الجماهير كرنفالات الإستقلال وارسلت تصميمها لعلم الإستقلال وقصيدة مع شقيها حسن الى مباني الإذاعة السودانية ممهورة بتوقيع (س. مكي الصوفي)، لتسمع تلك القصيدة فيما بعد على الهواء وتصاب بخليط من المشاعر عندما رفع الأزهري تصميمها علما خفاقا وتتوالى المفاجآت كما ذكرت لنا عندما رأت الفنانة الراحلة حواء الطقطاقة ترتدي تصميمها ثوبا امام المسيرة الكبرى في كرنفالات الإستقلال التي انتظمت البلاد ، السريرة دهب الكليله: إشتهرت بين تلميذاتها بلقب السريرة (دهب الكليلة) وكانت ابنة امدرمان المولودة بحي الهاشماب في 1929 قد التحقت بكلية المعلمات ومنها الى أم روابه بحسب كشف التنقلات آنذاك ومنها الى الرهد ثم كلية المعلمات مرة أخرى، اسهم تنقلها مع زوجها الراحل العميد شرطة سجون محمد عوض الله الحسن بخطوط طول وعرض السودان في اقاليمه المختلفة اضافة الكثير الى خبراتها المتراكمة مادة الجغرافيا بصمة خاصة لم يكن لدينا تخصص هكذا ابتدرتنا وكان المعلم شاملا يدرس كل المواد ومادة الجغرافيا هى الأعز بالنسبة لي قالتها وهى تسترجع تلك البصمة الخاصة للجغرافيا وتعدد مناخاتها والوانها الزاهية التي شدتها كفنانة مبدعة، وتضحك وهى تحكي عن الجغرافيا التي اعادتها من ام روابه للخرطوم وذلك عندما طلبت منها المشرفة الإنجليزية ان ترسم لها خريطة العودة للإستراحة بعد ان تاهت في الطريق الى المدرسة وكان ان تم النقل بعد عودتها عبر التلغراف هوايات حبيبة في ردها على تساؤلاتنا قالت هواياتي كثيرة الى جانب الرسم اميل الى التطريز والشعر و تلت علينا مطلع القصيدةالوطنية التي كتبتها بمناسبة الإستقلال وارسلتها مع شقيقها للإذاعة يقول مطلعها (ياوطني العزيز اليوم تم جلاك وبهمة رجالك والله نلت مناك) ولآنها من جيل الإستقلال فديها ذوقها الخاص في الفن وهى تعشق اغاني الفنان احمد المصطفى والكابلي وعبدالعزيز محمد داؤود ابن الوز ماعوام لم ترث اي من بناتي فاتن وهند وهويدا اي من هواياتي في الرسم والتطريز وعزت ذلك لعدم إهتمام المدارس بالأعمال اليدوية ولم تغرس فيهن ذلك وتضيف ضاحلة حاولت مرارا وتكرارا جعلهن يتبعني خطاي ولكن لكل مزاجه الخاص به عن المرأة التي لبست التصميم تقول وهى تسترجع دفء تلك اللحظات الغالية وتقول للراحله الطقطاقه الرحمة فلقد تألقت في الثوب بألوان العلم الثلاث ولم تكن هناك سابق معرفة بيننا كانت اول مره اراها فيها في المسيرة الكبرى. وعندما سألناها عن احب الألوان لديها قالت اميل للبني بدرجاته المختلفة الإستقلال وعهد جديد بالنسبة لي الإستقلال ذكرى متجددة في الدواخل والفرحة تعم الجميع وكشفت عن شكل الإحتفال مابين الأمس واليوم وتقول الليالي والإحتفالات تعبيرا جميلا نتشاركه جميعنا وبحماس تضيف هذه الأيام الإحتفالات اكثر من السنين السابقة والشباب هم الأكثر حظا في الإهتمام به لديهم نشاطات متعددة وجمعيات ومنظمات واتمنى لهم التقدم والنشاط المستمر لتنمية البلد ولازلنا نتوقع منهم الكثير ، ولقد كانت المرأة مجتهدة في زمن الإستقلال وقامت بأعمال جليلة وتطورت في العمل العام واخاص كلمة للمستقبل اناشد المسؤولين وادعو عبركم الجميع واوصيهم بالإتحاد ونبذ أسباب الفرقة والشتات والعمل لرفعة الوطن والإهتمام بالتنمية وا لتعليم والصحة