عودة للمطار الجديد..!! ..!! عثمان ميرغني عودة مرة أخرى لإعلان وزير المالية تجميد العمل في مطار الخرطوم الجديد.. بسبب الأزمة الاقتصادية.. وكنت كتبت قبل حوالي أسبوعين.. أشرح الخطأ المنهجي الكبير في مثل هذا القرار (الانكماشي).. الذي يؤجل أحد أهم المشروعات التي يفترض أنها في خانة (الحل) لا (المشكلة) لمعضلات اقتصادنا. وقبل الإشارة إلى الفوائد الاقتصادية الأكيدة التي يوفرها مطار الخرطوم الجديد.. تجدر الإشارة إلى أن تعطيل المشروع لا يفيد في شيء.. فالتمويل الذي يبلغ حوالى (800) مليون دولار من عدة صناديق عربية.. مخصص بصفة مباشرة لتمويل مطار الخرطوم.. بل وتمويل مراحل معينة من المطار حددت بواسطة لجان فنية من هذه الصناديق زارت المشروع.. ولا يمكن بحال من الأحوال لا استفادة من هذا التمويل في سد أي ثغرات مالية في الدولة. حسب دراسة أجرتها شركة الخطوط الألمانية (لوفتهانزا) مطار الخرطوم الجديد يدر على الدولة مليار دولار سنوياً من حركة الشحن وحدها.. فضلاً عما يدره من حركة الركاب والسياحة وتنشيط الأعمال التجارية.. وأي تعطيل للعمل في مشروع المطار يجلب كارثتين.. الأولى: يؤجل موارده المتوقعة من العملة الصعبة.. في التمويل وفي حركة المطار بعد العمل.. والثانية: ارتفاع تكلفة تشييد المطار.. فالتمويل الذي يمنحنا مطاراً عصرياً الآن.. سيكون أقل كثيراً من المطلوب في حال تأجيل المشروع لعدة سنوات قادمة.. التمويل المتوفر من الصناديق العربية حالياً لا يفيد في حل الأزمة الاقتصادية ولا يمكن إعادة تدويره لصالح أي بنود أخرى.. فلماذا نفقد هذا التمويل؟ ماهي الفائدة من تعطيل أو تأجيل هذا المشروع.. مطار الخرطوم الجديد.. يرفع من القيمة المضافة لموقعنا الجغرافي.. فنحن نملك (أغلى) فضاء أفريقي وعربي.. لأننا نقع في قلب المسار الرابط بين شمال وجنوب القارة.. وبين شرها وغربها.. ويجعل مطار الخرطوم الجديد من عاصمتنا (دبي) أفريقيا.. بزحمة العبور الهابط في المطار والعابر للأجواء بالاستفادة من تكنولوجيا الطيران الحديثة التي يوفرها المطار للطائرات العابرة. والأنكى.. أن تأجيل مشروع المطار سيمنح ميزة إضافية لمطارات دول أخرى في الإقليم.. مثل مطار أديس أبابا الحديث والجميل.. ومطاري نيروبي والقاهرة.. وفي الطريق مطار حديث عصري في (إنجمينا) عاصمة جارتنا تشاد.. تكلفته أكثر من مليار دولار.. الأجدر أن نعكس الآية. بدلاً من تأجيل مشروع المطار.. تقصير زمن التنفيذ.. بدلاً من (39) شهراً كما هو مقرر له.. لماذا لا نكمله في (24) شهراً.. مهما كلفنا ذلك.. خاصة أن مزيداً من التمويل الأجنبي متاح.. للجدوى الاقتصادية العالية لمشروع المطار.. ليت الحكومة تعيد النظر في قرارها.. بل وتمنح مشروع مطار الخرطوم الجديد مزيداً من الاهتمام والتركيز والأولوية.. التيار