ملعون أبوك و ابو ابو أبوك .. بلد نونة الفكي [email protected] من الصعب جدا الإجابة على سؤال يفرض نفسه بإلحاح .. لماذا تظل قناعات القيم الخلقية و الانسانية راسخة لدى البوذيين في اليابان و اليهود في اسرائيل و اللادينين في اوربا بينما تساقطت في أول اختبار عند الإسلامويين في السودان سلوكا و منهج ؟؟ لماذا طغت روح العدوانية والتشفي والانتقام على التسامح والسلام واحترام الآخر لدى الإنقاذيين بعد أن سطو على الحكم و استلموا السلطة ؟؟ كيف جمع بينهم الولع بالنساء مثنى و ثلاث ورباع ثم ما تبع ذلك من ذرائع استباحة المال العام لإكمال ما أحل الله من زينة الحياة الدنيا في منطق أعرج و هوس أعمى؟؟ من البلاهة أن نستمع إلى جعجعة يصدرها هذا التكتل الرخيص بعد أن عم الفساد دولة البطش و الجوع و الفشل و وصموا الإسلام بعار النموذج المخجل المخزي لدولة الإنقاذ في السودان. لطالما طرق خاطري سؤال ساذج .. كيف يسع الوقت القياديون في الإنقاذ فيجدوا فرصة ليس لقيام الليل و تلاوة القرآن بل للتوفيق بين معالجة الأزمات و الوضع المتردي للدولة والمشاكل المستعصية و تدبير خطط التصدي لفلول بني قينقاع و بني قريظة في هذا البلد التعيس، كل هذا مع ما يوجبه العدل بين الزوجات في المبيت بين المخادع الوثيرة لزيجات مثنى و ثلاث و رباع و ما يستدعيه هذا النموذج الحياتي من لهاث محموم لتوفير لوازم النعيم بحياة مترفة من مال يغتصبوه من أفواه الأطفال و عيون الأرامل و كبرياء الرجال؟؟ بهذا الانشغال الدائم للعشرة المبشرين من الإنقاذيين بتوخي العدل أكاد أجزم أن أيا منهم ما أستطاع أو حاول أن يختلس من الزمان لحظة ليقرأ قول المولى عز و جل (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لافسادا) أو البيان المخيف في قول المولى عز و جل ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا .. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) نقطة كارثية لم و لن يدركها الإسلامويون بأن دائرة الارتياب في إمكانية التعامل مع المسلمين كأمة قد تجاوزت و خرجت من قناعات الناس في العالم الغربي فتسربت إلى نفوس المسلمين في العالم الإسلامي بخوف صريح يردده الناس في دول الربيع العربي من مصيبة تسلل الإسلامويين إلى الحكم و هم يشيرون إلى النموذج الإنقاذي بالسودان في دولة البطش و الفساد و الإثراء الحرام التشبث بالسلطة و حكامها يعيدوا كل يوم على مسامع الجائعين آيات الزهد والقناعة ووعد الله الحق و بشارة نبيه المصدوق بالجنة للصابرين . من البلاهة اللوم و العتب على حفنة أراذل فاجرة لم تردها قيم الدين ولا خشية الله ولم يهذب جموحها شئ من خلق إنساني يحكم النزق الشهواني الرخيص لإشباع الشهوات الحيوانية و لم تعد تكترث أن يعرف الشعب ما استباحوه و ما نهبوه .. و لكن العتب كل العتب على شعب يرتضي أن يظل على صدارته مثل هذه الجماعات التي لا يعنيها في سبيل مبتغاها الدنئ طحن القيم و تمزيق الشرف و دمار بنيان الأمة و طمس معالم عزتها و قيمها بإقصاء الفكر و تشريد الملايين من الكفاءات وتقنين الرشوة و تسول الكرام واتساع دائرة العهر و ارتفاع معدلات مرضى الإيدز والسرطان و تنامي أعداد منسوبي دار المايقوما. يا للأسى لأمة يرتع فيها على الصدارة الأقزام المهازيل و يشغل الساحة فيها الحديث عن صفقات عصام الحضري ووارقو و الاحتفاء بتكريم جهول دمر الاقتصاد الوطني لسنوات طوال. أهين لك يا شعب الصمت الذليل و الجبن الخانع و السعي المنكسر للقمة عيش مغموسة في الهوان و من حولك الشعوب تدفع آلاف القتلى كل صباح ثمنا للحرية و الكرامة و مهرا لكبرياء الوطن. أهين لك الإدعاء الكاذب بموروث مجد الفروسية و الزخم العجيب من مسادير الدوبيت و أناشيد الفخر بالشجاعة و الإباء و التفرد أهين لك وطن يتصدر العالم فسادا و فقرا و تخلفا و يحتل الصدارة في العالم في عدد إصدارات الصحف و عدد قنوات التلفزيون الطافحة بالتفاهة و بامتهان كريه للعقل والذوق و الغثاثة الفجة في المادحين والمادحات و مسابقات المبدعين والمبدعات في لهاثهم للانضمام لركب المغنين و الضجة حول أغاني أغاني و مأساة الأفراح في أفراح أفراح تتخللها دعايات الأثاث الفاخر لمحلات المؤمن والفايز والفاضل بلازا و غثاثة حجيتك ما بجيتك لشركات الاتصالات ويا رز الوابل يا بيت أبوي و عدس الوابل عدس تركي أصيل.. نفا نفا نفا ... و آآآآآآآآخ يا بلد