أجندة جريئة. وطن مأزوم بسياساته وساسته..!! هويدا سر الختم يقوم المستثمر المصري أحمد بهجت وشريكه الأستاذ عصام الخواض هذه الأيام.. بتصفية أعمالهما في شركة دريم لاند.. وكان المستثمر المصري قد تعاقد في عام 2004 مع حكومة ولاية الجزيرة على إنشاء مشروع سكني متكامل بجميع الخدمات.. زائداً خدمات إضافية للولاية تبرع من رجل الأعمال عبارة عن استاد رياضي متطور وفندق خمسة نجوم بمدينة ود مدني.. أما لماذا قام السيد بهجت بتصفية شركة دريم لاند.. أعتقد أن التحقيق الصحفي الذى تنشره صحيفة التيار هذه الايام(فساد لاند).اجاب علي حيثيات هذه التصفية بصورة دقيقة.. ولا تزال معلومات الفساد في هذا المشروع تترى وربما تشكل مادة دسمة لكتاب عن هذه القصة المثيرة. حينما عزمت الحكومة خلال الأيام الفائتة على تهيئة بيئة الاستثمار وفتح الطريق أمام الاستثمار، وخصوصا الاستثمار الأجنبي.. طربنا لهذه الخطوة المتأخرة وتفاءلنا خيراً بأن السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان هو من يقف خلفها.. صحيح أن للحكومة قانوناً للاستثمار منذ سنوات طوال وصحيح أن البلاد تستقبل المستثمرين الأجانب منذ سنوات لكنها كانت تودعهم مرة أخرى قبل أن يفرغوا محتويات حقائبهم لذلك لم تقم للاستثمار قائمة حتى الآن.. غير أننا كنا نعتقد أن اتجاه الدولة الحديث في التكفير عن أخطاء الاستثمار سيعالج إشكالات بعض المستثمرين المعروفة والتي نبشت فسادها الصحافة ومنها دريم لاند.. ولكن يبدو أن الأمور في الاستثمار تسير كغيرها من الأمور الأخرى في الدولة.. تبدأ بتصريحات هلامية.. وتنتهي بذات التصريحات الهلامية.. وبعد عدة سنوات يتم تجديد هذه التصريحات بنفس المبدأ الهلامي.. ليس هناك جدية في الإصلاح.. إصلاح الدولة ككل وليس الاستثمار فقط.. العلة ليست في القوانين فقط.. بل هناك قوانين أكثر من جيدة.. العلة في المتنفذين وفي كثير من الأحيان في صغار الموظفين الذين وجدوا المال السايب.. والنظام الإداري الخرب.. فساد ضمير وفقر حاد في مستوى الوطنية في الدم.. المفروض حينما يلملم مستثمر مثل أحمد بهجت أوراقه ويغادر أرضنا.. يكون للأمر أبعاد أكثر من مجرد خبر يتصدر منشيتات الصحف. قصة أخرى للاستثمار بل مشروع خيري.. لمشهد أكثر من غريب.. تخيلوا دولة قطر التي أرادت تكريم المصور الصحفي سامي الحاج وقررت بناء مستشفى ضخم بمنطقته بولاية سنار.. حوربت من قبل حكومة الولاية حرباً شعواء.. وفرض عليها ملياران من الجنيهات عبارة عن ضرائب فقط.. وبالتأكيد فعلت مثل ما فعل أحمد بهجت.. أعتقد أننا أصبحنا محل تندر في دول الجوار.. من يصدق ما يحدث في السودان من حكايات فيما يتعلق بالاستثمار.. هل يمكن أن نثق في نهضة استثمارية قادمة مع هذه القصص المضحكة المبكية.. الحكومة تضيع زمنها وزمن الشعب الغالي وتضيع معه البلاد.. هناك خلل كبير في إدارة الدولة لا يمكن للجان تخرج من عمق الفساد أن تصلح ما يمس مصالحها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. اليوم رحل أحمد بهجت ولكن قبله رحل الكثيرون في صمت وهناك آخرون سوف يلحقون به إن كان لا يزال هناك آخرون.. وليت بعد كل ذلك دولتنا تحتفظ بعذريتها حتى يكتب لها الرجل الصالح الذي يتولى أمرها. التيار