[email protected] كثيرا ما يشتكي العالم الثالث ويضجر ، مرة بصوت جهير واحيانا يكتفي بأنين أوطنين . يئن في غضب أن اختطف ا و ساق العالم الاول خيرة أبناءه منه قسرا ، وهم علماء نوابغ في شتي ضروب العلوم وكلٌ في محيطه خبير عليم فهيم .. يهاجرون علي مضض الي العالم الغربي:اوربا ،امريكا كندا او استراليا في رحلة اللإياب ، احيانا يقولون لاعزاءهم باي باي وداعا قبل الفراق لو ليس فيما يقول امر خطير وتارة خلسة حين تصبح كلمة وداع واعلان سفر مصحوبا ومعنونا بكلمة خطر فلا تنطق، لا تقال او تذاع. ان لم يحفظ جيدا سره سر الليل ،سر الهجرة و السفر الي بلاد المهجر ،فربما ينتهي به اهماله كتمان الخبر الي غياهب السجون و هناك يلازمه سكن الزنازين وبئس المصير!! وان كان من الاشقياء رافقه النحس او سؤ الطالع فربما يصبح اعرابه عما قريب خبرا لكان او احدي شقيقاتها كأن يقال عنه كان المرحوم خبيرا اقتصاديا لامعا او ان يقال لن يفرح فلانٌ كثيرا ما دام زيد اخوه يُفتقد.... لايزال العالم الثالث حتي اليوم يفقد يوما بعد يوم ،شهرا بعد شهر وعاما بعد عام أميز كوادره الذين لولا هجرتهم كانوا نهضة وتقدم لبلادهم و معاولا لبنائها وإعمارها. ولا تزال حكوماته تشتكي وتكتفي فقط بالشكوي والبكاء ولاتكلف نفسها يوما مجرد طرح سؤال علي سبيل: لماذا هؤلاء يذهبون؟ وعلام يفرون و يهربون الي هناك تاركين وراءهم ما هو احب الي نفوسهم، اوطانهم ،مهد طفولتهم، ارض الذكريات و الاهل والاحبة؟.. يهرب حكام بلاد الدنيا الثالثة بدورهم،يخافون من هذا السؤال و عنه يسكتون قصدا ويبدو ان الاسباب لدي الجميع في الصمت مفهومة ومعلومة ا و لا ن الرد عليها يحرج و ربما يثير في الاخرين بعض الفضول .وبما اننا نيابة عنهم قد سألنا كما ترون كذا وجب علينا الاتيان بالرد واوعدكم اني عليه سوف أجيب و فيه لن أفيض و لن اتحرج طالما لست بحاكم و لست ايضا بجاره المليوني من كل الاتجاهات!!! بل مثلكم عبد محكوم مأمور.. السبب الاول كما اظن واري هو بالمكشوف انهم ، اي من يحكمون، لا يحترمون للرجال عقولهم ولا يرون تلك الثمار والحبوب اليانعة فلا يجنونها اليوم ولن يقطفوا كامنة الثمار في عقولهم غد ا وثانيا لانهم، اي من بايديهم بمقاليد الامور قابضون، يؤمنون فقط بالسلاح مصدرا اوحد يجلب القوة و دوام الحكم وطول الزمان في قصر المُلك و السلطان، لا من ارادة الشعوب ولا من علم في الكتب يدرس بين السطور، لا من حجرات الدرس بعد طول الجلوس، لا من المعامل ولا من القاعات بعد طول السهر وتخطي متاريس السيمسترات والفصول و السبليمنترات... في عالمنا الثالث لا يهم مَنْ أتي بماذا من الفصول ومن الكتب بل الذي يهم ويٌقدر كل التقدير كم تلبس انت علي كتفيك من نجوم ؟ كم منها تلمع وكم يمكن مشاهدتها بعين مجردة اولمسها باصبع الان علي كتفيك؟ .وانطلاقا من هذا الفهم المبسط والمختصر جدا ولهذا السبب يمكن لجندي فاقد الإنضباط و الفكر، ضئيل الفهم قصيرالنظر فعل وقول كل ما هو مسئ لعالم لقبه البروفسور طالما رتبة البروفسور ليست علي كتفيه تشاهد ،هي خفية غير منظورة لا تري بل بعيدة في رأسه هناك داخل جمجمته في المخيخ وبما انه لا يري ولايشاهد اذن ان سألت صاحبك فسيجيبك: هذا الذي تتحدث عنه اقرب منه عندي كل الكواكب في الفضاء او قل كوكبا ككوكب المريخ!!!! .. أما أنت و انا يا صديقي مْنَ لا لقب ولا عنوان لنا ،اي انت لست ولا انا ببروف ولا مدير ولا خفير في بيت وزير فأحدد وأترك ماهيتك وما هيتي عنده لخيالك فان قال لك خيالك انك عنده بشر او انسان فقل له كذبا كذبا كذبا قلت يا خيالي لانني سبقتك الي مخيخه وهو مكانٌ ،كما تعلم للكل مركز العقل و التفكير والتدبير، قل له عين الحقيقة بلسانك لا تخف، كررله وردد :اني وحدي يا خيالي بعيني الاثنتين المجردتين قد ابصرت مكانتي عنده وعرفتها انها كألتي اعطيها انا لخروفي عندي في بيتي في ركن قصي هناك في حظير..انا عنده يا خيالي مواطن ملكي شقيق للجن الكلي الللابس ملكي!! أ فلا تري صديقي كيف اخرجوك وحرموني فضأعت منا ،كلانا، ومن بين ايدينا بين كرام البشر عناويننا !!فهل يا صديقي نترك عينوننا تذرف غزار الدموع؟ ام نشعل في ليلتنا الدامسة كل ما في ايدينا من شموع؟.