.. [email protected] رغم كل المراهنة باسلوب المكابرة من قادة المؤتمر الوطني وحكومة نظام الانقاذ المتأكلة الجوانب ، وتأكيداتهم المتكررة بأنهم بعيدون عن عين العاصفة ، التي تحركها زفرات الشعوب المكبوتة في اقليمنا المحيط ، لكن الشواهد في كثير من مدن السودان وأريافه تقول بغير ذلك ،ولعل الشرر الذي انطلق في وقفة المناصير واعتصامهم البطولي ، و تظاهرات نيالا التي حاولت الحكومة التقليل من شأنها ! رغم انها المتسببة في نقض غزلها الديمقراطي غير المتماسك بعزلها واليا يفترض انه منتخب بموجب شرعية انتخابات النظام المزعومة ، فهاهي مدني ذات التاريخ العريق وأريافها الأصيلة ، تتململ كالمارد الذي استيقظ من سبات متقطع وقلق لينقض على من حبسه في قمقم الظلم والتهميش والتغول على الحقوق بذراع الفساد ، تبديدا للمشروع العظيم الذي قام على اكتافه اقتصاد السودان الحديث عقودا طويلة ، وهاهي محاكم العدالة التي يجلس على منصاتها قضاة أحرار لا يخشون الا الله ، تقضي بعدم مشروعية انتزاع اراضي الملاك في الجزيرة وفق قانون جائر ، أجازه سدنة النظام باسم قيادتهم اللاهية عن مظالم الناس وهي تنفي الفساد ، وهاهو يفوح نتنا من مؤسسة الاقطان التي كانت بمثابة ( صريف ) خاص لاحتكار القطن والتلاعب باسعاره وفق أهواء مدير تكلس فوق كرسيه عقدين من الزمان ، والكل يعلم مقدار فساده مع بقية من استفادوا من ذلك التلاعب وسكتوا ، ببيع ضمائرهم ، وهاهم الان يذهبون كباشا لفساد نظام بحاله ، يبدو أن سوس افعاله قد بدأ يأكل في أعمدة بنيانه ! وهاهو نافع يبكي عند قبر الخليل ، بعد فوات الاوان ويكيل السباب كعادته لخصومه بما يربأ الشرفاء عن الرد به من مقذع القول وبذيء الألفاظ ، لان الرد هو هذه المرة سيكون عمليا بالتحام شرارات الثورة التي بدأت تمسك بعباءة النظام المهترئة في أكثر من طرف ! ان اتساع دائرة الغضب هنا وهناك، قد بدأ فعلا يشكل استحكاما في ضيقها على رقبة النظام وحزبه ، الذي بات هو الاخر يتشقق بل ويتصدع من الداخل ، ليسهّل دفع السواعد لازالته من الشارع الذي صبر وثابر علي تحمل الالامه ، حتي ارتد كيد النظام الى نحره ، وهو في قمة ضعفه الاقتصادي وافتقاده لدفة قيادة ذاته نحو مخرج ، فوصل مرحلة الانبطاح لدولة الجنوب الوليدة استجداء لصدقات تعينه على تجاوز مصائبه التي صنعها بيده، ودفع فاتورتها الوطن خرابا وتدميرا وتنفسا لهواء فاسد وتفسخ أخلاقي ، ومداهنة العلماء للحاكم كسبا لمنافع ذاتية ، وازمة اقتصادية خانقة تنذر بقادم أسوأ مع استمرار اخفاقات هذا النظام ، الذي يتظاهر بالصمود أمام هجمة الظروف عليه بهرشة ( الورل ) تارة بالتهديد وتارة بدس ذيله في الماء ، وهو يرتعد خوفا! فضاقت عليهم بايديهم ..ولما استحكمت حلقاتها فرجت يا شعبي ، أو كادت ! فقط فلتتوحد هبات كل المدن والأرياف في دفعتها للحائط والحال المائل ولنا في صمود أهل سوريا الأشاوس مثالا ، ربما يدفع بحكومة الانقاذ لاعادة ( دابيها ) الى جحرها والماء يقترب منه رويدا رويدا..ولنرى كيف سيشهد لها وقتها حيث لا يجدي البكاء! والله المعين لكل ناوي على هدم الظلم الذي لم يرضه حتي من ذاته العلية على عباده.. انه المستعان .. وهو من وراء القصد..