من يفعلها وينقذ البلاد ؟ عبد القادر محمد أحمد المحامى . [email protected] أخطاء جسيمة ارتكبها هذا النظام شكلت صفعات قاسية على وحدة هذا الوطن وكرامته واستقراره وأمنه وسلامه الاجتماعى ، ورغم ذلك استمر قابضا على السلطة كل هذه السنوات . والواقع أنه ومنذ قيام الانقلاب كانت للشعب السودانى مجاهدات ومحاولات هنا وهناك لأجل اسقاط النظام واستعادة الديمقراطيه ، تارة عن طريق الانتفاضات السلميه التى وقعت فى أوقات ومناطق مختلفه داخل مدن السودان ، وتارة عن طريق الانتفاضة المحمية ، ثم عن طريق الانتخابات ، الا أن كل المحاولات فشلت وبقى النظام . هناك عدة أسباب حالت بين الشعب السودانى وتكرار تجربتى اكتوبر وأبريل ، منها الاجراءات القاسية وغير المسبوقه التى اتخذها النظام لتأمين نفسه مثل الاحالة للصالح العام ، حل الاحزاب والنقابات وملاحقة منسوبيها ، بيوت الاشباح ، تسييس القضاء والقوات النظاميه والخدمه المدنيه ، تغيير التركيبه السكانيه بالعاصمة القومية ، تغيير التركيبة الاقتصادية بعموم السودان ، استباحة المال العام وما ترتب عليه من افساد الذمم ، هجرة الملايين ومعظمهم من الخريجين والمستنيرين ، كميات الأسلحة المخبأة داخل العاصمه وهى تتبع للحزب الحاكم وجهات أخرى ...الخ . لكن رغم كل ذلك ظل الشعب قابضا على الجمر رافضا للحكم الشمولى ومتمسكا بالديمقراطيه كخيار راجح لا بديل له ، متخذا عدة طرق من أشكال النضال ، مثل انتزاع حقه فى نبذ الباطل وكشف ممارسات النظام ، والجهر بكلمة الحق المسموعه والمكتوبه عبرالصحف الورقيه والاليكترونيه ، بما أدى الى هز قناعات هذا النظام فى امكانية أن يحكم هذا الشعب بغير الديمقراطيه . غير أن نجاح نظام الأنقاذ فى البقاء فى الحكم كل هذه السنوات كان من سوء حظه وكشف مستوره ، لأنه اليوم يعيش حالة من العجز والفشل بدرجة امتياز على كافة المستويات السياسية والأقتصادية والأمنية والوطنية والفكرية والأخلاقية ، ولم يعد قادرأ حتى على الاستمرار فى المكابره الا بالقدر الذى يقيه شر الموت على أيدى معارضيه ، فهو يفضل الأنتحار المؤلم البطئ من أن تنال المعارضه شرف الأجهاز عليه حتى وهو فى لحظاته الأخيرة . أحزاب المعارضة بدورها تعيش حالة من الضعف والتشتت والارتباك وفقدان الرؤيه ، كنتاج طبيعى لطول سنوات الاقصاء وعدم تجدد الدماء داخلها ، وما أصابها من تشرزم ، و(اختلاط الكيمان ) داخلها وداخل النظام الحاكم ، ثم أن حسابات الدخول فى مواجهة مع النظام قد تعقدت ، بالنظر الى الحالة الأمنيه الحرجة التى تعيشها البلاد فى وسطها وأطرافها وتمرد بعض ولاة الولايات على المركز، والأزمات المستفحلة مع دولة الجنوب بما ينذر بوقوع الحرب فى أية لحظة . لقد وصلت بلادنا لمرحلة مؤسفة ومخجلة من الضعف والهوان والفقر والبؤس وانعدام الأمن والسلام الاجتماعى وفقدان الدوله لهيبتها ، بما يجعلها عرضة للحروب الأهلية والتشتت والتفكك ، وبما يجعلها عرضة للمزيد من احتلال أراضيها شمالا وشرقا ، فضلا عن ما يحيطها من استهداف خارجى بتفتيتها الى دويلات . والحاله كذلك ، علينا جميعا أن نقول خيرا أونصمت ، وعلى حكماء البلد بمختلف أحزابهم وفعالياتهم أن يشقوا طريقهم الان نحو القصر الجمهورى ويجتمعوا بالسيد رئيس الجمهوريه لانقاذ ما يمكن انقاذه ، وعلى السيد رئيس الجمهوريه أن يكون على قدر المسؤوليه على الأقل فى هذا الوقت الحرج . نسأل الله أن يوفق الجميع الى تغليب المصلحة العليا للبلاد بما يجنبها الدخول فى متاهات الفوضى والتفكك . والله من وراء القصد . عبد القادر محمد أحمد المحامى .