[email protected] في ما يشبه العتبات المقدسة لدى المسلمين الشيعة أوالكعبة المشرفة بالنسبة للمسلمين السنة تستقبل العاصمة القطرية كل يوم مسؤولا سودانيا سياسيا ( حاكما كان أو معارضا ولو شكليا !!!) أو طائفيا أو ( ولائيا !!) كما حدث مع والي كسلا قبل يومين .. الا أن ما كان مستحقا للوقفة هو وجود أشرس المعارضين وأنبلهم ( على محمود حسنين )على أرض هذه الدولة التي تعتبرقبلة / مزارا للقائمين على أمر السلطة غصبا عن شعبنا في الخرطوم .. فما أن يمر يوم أو يومان الا و(يشرفها ) واحد من هؤلاء الحاكمين بأمرهم في بلد لاينتظر (ربيعا عربيا) أو حتى ( كتاحة سودانية !!) كما يقول لي( الدكتور التيجاني النور) عند كل زيارة له لقطر ردا على ما ظللت أردده في مقالاتي دوما من أن التغيير في سوداننا المنكوب لن يكون الا (تسوناميا خالصا !!) .. فعصابة نصب قادتها أنفسهم أوصياء حتى على (ملابس الناس ) لا يمكن ان (يقعلهم)ومن يشايعهم من الجذورالا (تسونامي) وهو ما ينتظره الأوفياء الشرفاء المخلصون من أفراد شعبنا الكريم الذي وجد نفسه – في غفلة من الزمن وبغتة ودون ارادته - في وطن مسروقة فيه حتى احلامه الصغيرة ..وطن هو اليوم أشبه بطائرة مختطفة لا تدري بأي أرض ستحط ومتى وكيف ومن يمكن أن يستقبلها الى أن ينفذ وقودها ويومها لن يكون أمامها من مصير سوى الذي نعرف . عموما- وحتى لا تذهب بي خواطري بعيدا – فانه من المقرر أن يصل الدوحة يوم الأحد المقبل (5/2/2012) مولانا محمد عثمان الميرغني على أن يلتقي في اليوم التالي أمير دولة قطر( الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ) .. وربما - أقول ربما - يلتقي بأفراد الجالية السودانية وهو أمر غير مؤكد حتى الآن . عموما آخرزيارة للميرغني للدوحة كانت في مايو من العام 2008 والتقى بالجالية يوم الجمعة 16/5/2008 .. وقد حضرته وقد كنت مصدوما بما جاء فيه حيث كان لقاءا بائسا وخاويا من أي مضمون وطني وانما تركز في معظمه حول ضرورة استرداد أملاكه وأملاكه فحسب !!!كما قلت لصديقي الهارب بجلده (حاتم السر ) يومها بعد اللقاء مباشرة الأمر الذي حال دون أن يقبلوا رجائي في أن أقابل مولانا بعيدا عن زحمة ذلك اللقاء ولكنهم ( الشلة التي كانت تحيط به ) تهربوا مني بطريقة دبلوماسية/ ختمية/ مكشوفة وقد فهمتها يومها ووجدت لهم العذر في ذلك . زيارة الميرغني هذه المرة تختلف شكلا ومضمونا حيث أن الرجل اليوم أخلى تماما مقعده المكتوب عليه ( سلم تسلم ) وأصبح شريكا فعليا للعصابة في الخرطوم رغم أنف شباب حزبه العجوز والمناضلون الشرفاء في هذا الحزب الذي عرف قادته يوما بأنهم (رجال الاستقلال الوطني ) .. حزب انشق وتشتت أبناؤه أيدي سبأ .. فطوى بعضهم النسيان وبعضهم عصفت به أموال الانقاذ المنهوبة ( توزيرا ) من عرق الكادحين في بلادنا والبعض الآخر فضل الانزواء بعيدا اما بالسفر لبلد آخر – كحال صديقي حاتم السر المتردد بين لندن والقاهرة – أوالبقاء بمنزله والاكتفاء بالفرجة ( راجين الله في الكريبة !!!) . وهناك من شرفاء الحزب الاتحادي الديمقراطي من أقعده المرض مثل ابن قريتي المناضل الجسور ( سيدأحمد الحسين ) ومنهم من شق /حفر له طريقا مختلفا وسط الصخور كالثائر (على محمود حسنين) الذي عاش خارج حدود الوطن – مثلي ومثل الملايين غيرنا - مشردا يهيم في أودية الشرف و النضال عن رضى وقناعة رغم كبر سنه . وحتى الملتقى في الحلقة الرابعة من سلسلة مقالاتي / خواطري عن ( الثائر على محمود حسنين في الدوحة ).. كما وعدتكم أحبتي في مقالي السابق ( رقم 3). أخيرا : حليلك يا وطن ... بعيد الليلة يا حليلك انت الكلمة ماهيلك وشايل الرحمة في نيلك ياوطني العزيزوينك حليلي الليلة يا حليلك .. حليل القمرة في ليلك حليل الخضرة في واديك والجداول وضل نخيلك ويا حليل .... طرفي الدوام راجيك وشايل الشوق يغنيلك وفي زحمة مدن ضايعة يفتش وين قناديلك .