[email protected] يعتبر الحارس أكرم الهادي هو من الحراس المميزين في السودان.. فهو لا يزال صغيرا في السن، وله من الحماسة والشجاعة الكروية قلما توجد في لاعب آخر. وظل الحارس أكرم يقدم مستويات جيدة ومتميزة مع جميع الفرق التي لعب لها. ولكن ما يعاب عليه حقيقة هو خروجه عن أجواء المباريات في لحظة يكون فريقه في أمس الحاجة له.. فكم من مرة تم طرده من الملعب لسوء السلوك، وكم من مرة تم ولوج أهداف سهلة في مرماه لضعف تركيزه نتيجة انفعالات داخل الملعب أو استهتار لا مبرر له. وبالرجوع إلى دورة الأمم الأفريقية التي تجرى حالياً نجد الحارس أكرم قد كان نجماً لامعاً في مباريات السودان أمام أنجولا وبوركينا فسوا وزامبيا.. رغم كونه يسأل عن هدف بوركينا فاسو الوحيد، وهدف زامبيا الأول. وبالرجوع إلى مباراة زامبيا، نجد إن الحارس أكرم قد قام بضرب وركل الخصوم دون كرة في مرتين.. كانت الأولى كفيله بطرده من الملعب واحتساب ركلة جزاء.. ولكم أن تتخيلوا إن النتيجة كانت لصالحنا أو تعادلية، أو أننا كنا قريبين من تحقيق النصر أو التعادل وقام الحارس أكرم بعمليته تلك وخسرنا الحارس واحتسبت علينا ركلة جزاء.. كيف سيكون الحال؟ وما هو شعوره؟ وكيف سيتقبل لعنات السودانيين التي ستطارده صباح مساء ولن تسنى له فعلته هذه.. إن كان الحارس أكرم يفكر في الاحتراف الخارجي، فنهمس في أذنيه بقولنا إن الذين يبحثون عن اللاعبين المميزين لا ينظرون فقط إلى إمكانياتهم الجسمانية والمهارية فقط.. ولكن ينظرون في سجلاته إلى سلوكياتهم داخل الملعب ومدى إلتزامهم بمبدأ اللعب النظيف. إذ أن كل هذه الأشياء تتكامل مع بعضها البعض وتعتبر كلاً لا يتجزأ.. فالأندية تدفع المبالغ الطائلة وتقيم المعسكرات الإعدادية وتتكفل خزائنها بديون متراكمة، لذا فليس لديهم استعداد للمغامرة مع لاعب قد ينسف جهدهم هذا مهما كانت أهميته. فنجد أن في لوائح الأندية الأوروبية ، وبعضا من الأندية العربية، أن هنالك عقوبات تطال اللاعبين الذين تطاردهم البطاقات الملونة، أو المتهمين في اللعب غير النظيف إن كان بعيدا عن أعين الحكام والكاميرات.. والعقوبات تكون إما بالحسم من المرتب أو الإيقاف وغايرها. وتشدد العقوبات دوماً في حال العنف غير المبرر أو الخروج عن الروح الرياضية أو التلفظ بألفاظ عنصرية. إن العبء الموكل للأجهزة الفنية ولإداريي الأندية والمنتخب الوطني كبير جداً.. فليس فقط هو تنمية مهارات اللاعب وتعريفه بالخطط والتكتيك، بل هم مطالبون بكبح جماح سلوك اللاعبين داخل وخارج الملعب وفي حدود ما يكفل سلامة اللاعب وسلامة خصمه وسلامة اللعب النظيف. إن كان الحارس أكرم أو أحد رفاقه يرغبون في الاحتراف الخارجي، فعليهم البحث داخل الملعب أولاً لعباً وروحاً رياضية وسلوكاً عن أدبيات الاحتراف.. همسة في إذن سيف مساوي: أنت لاعب كبير، ومستواك ثابت.. ولك غيرة وحماسة لشعار ناديك والفريق الوطني.. ولكن لا أدري أي سبب هذا يجعلك تكرر أخطاءك في الحصول على ركلات جزاء مع البطاقات الملونة.. عبد العزيز محمد عمر الشغيل صحافي - الرياض