[email protected] ينظر الكثير من السودانيين الى اتفاقية السلام التى وقعت بين المؤتمر الوطنى والحركه الشعبيه ،فى يناير 2005 والتى أوقفت الحرب بين الشمال والجنوب ينظر اليها (أى السودانيين)أن هذه الاتفاقيه أعطت الجنوب أكثر مما يستحق وأنها كانت مجحفه فى حق الشمال ،ولم تراعى مصالحه،وأنها قامت بترحيل الاشكاليات شمالا وخلقت جنوبا جديدا ،ربما يحتاج الى تنازلات أخرى للتسويه مستقبلا. يقول السفير السابق على حمد ابراهيم(كنت شاهدا على مولد مبادرة الايقاد،التى أوردت السودان مورد الهلاك،بوصفى سفير السودان لدى جيبوتى،التى هى المقر الدائم لمنظمة الايقاد،وبوصفى ممثل السودان بالمنظمه،بحكم منصبى وبوصفى كذلك رئيس اللجنه الدائمه فى سكرتارية المنظمه ،تم التكليف للتحضير لمؤتمر قمة الايقاد). ثم يقول (انعقد مؤتمر القمه الثانى فى أديس أبابا العاصمه الأثيوبيه،فى السادس والسابع من سبتمبر من العام 1993م،وحضره رؤساء كل من السودان،أثيوبيا،كينيا يوغنده،جيبوتى ،أريتريا،وفى الساعه السابعه من مساء السابع من سبتمبر 1993م، قرأ الرئيس مليس زيناوى ،البيان الختامى للمؤتمر،وبعد الانتهاء من خطابه أعلن الرئيس زيناوى انتهاء جلسات المؤتمر،وهممنا بمغادرة القاعه وفى جوانحنا رهق عظيم،فجأه لا حظ المؤتمرون الرئيس البشير ،يميل الى الرئيس زيناوى وهمس اليه ببعض الكلام). فكان ذلك الهمس هو بداية التدويل لقضايا السودان ومنذ تلك اللحظه تبنت دول الايقاد مبادرة ماسميت فيما بعد بمبادرة السلام، استبعد فى هذه المبادره كل مكونات الشعب السودانى من تنظيمات سياسيه ومجتمع مدنى،واعطاء الفرصه كامله للغرباء وتدخلت كل من ايطاليا ،المملكه المتحده،النرويج،الولاياتالمتحده وسموا فيما بعد بأصدقاء الايقاد لا أصدقاء السودان. وتم نصب شرك حقيقى للمفاوض الحكومى الذى لم يجد السند من دول أن لم تكن منحازه فى معظمها الى الحركه الشعبيه فهى لم تراعى مصالح كل طرف بعداله ومساواه وتقف موقف الحياد فى هذه المفاوضات،فكانت هناك الكثير من الاخفاقات التى ربما أضرت حتى بالاتفاقيه نفسها،منها أنه تم سحب الجيش السودانى الى شمال حدود 1956م،والمفارقه أن هذه الحدود لم يتم ترسيمها وتحديدها مما أوقع السودان فى الفخ الآن ،اليس كان من الأوجب تحديد وترسيم الحدود مسبقا ثم سحب الجيش السودانى على هذا الاساس . وفى هذه الاتفاقيه تم تقديم اقتراح ما يسمى بالمشوره الشعبيه وهو اعطاء الحق للنيل الازرق وجنوب كردفان أحقية أن ينضم الى الجنوب أو الشمال أو الاستقلال بالرغم من أن هذه المناطق تابعه للشمال ولكن ارضاءا لها وتقديرا لمساهمتها فى الحرب تم التحفيز بهذا الاقتراح وهو يعتبر تقصير كبير فى حق المفاوضين. أما برتكول أبيى فقد كانت ارضاءا لأبناء دينكا نقوق فى الحركه وقد تم اعطاء حق التصويت لأهالى هذه المنطقه والحريه فى اتخاذ قرارهم بالتبعيه للشمال أو الجنوب ولكن الحركه لاحقا شككت فى هذا البرتكول واعتبرت أن المسيريه عرب رحل لا يحق لهم التصويت ،بعد اكتشافها أن الدينكا وفى احسن الأحوال لا يتعدون ال80ألف نسمه،بالرغم من أن هذه المنطقه تتبع لجنوب كردفان وأنها عندما خرج المستعمر كانت تتبع الى الشمال وباعتبار أن حدود 1956م حدود مقدسه لكن أصبحت هذه المنطقه هى أس المشكله ومعها مناطق أخرى،ربما تكون سببا فى الحرب فى المستقبل. فهذه كلها اشكاليات كان يمكن تجاوزها وابعاد شبح الحرب ،ان تم حسمها قبل التصويت على حق تقرير المصير ،وبذلك تكون الاتفاقيه قد فقدت معناها وأهميتها لأنها وان كانت قد أبعدت شبح الحرب مؤقتا الا أنها لم توقفها بصوره دائمه ربما تعود أشد شراسه وعنف وقوه...ولتدارك هذه الاخطاء يجب أن يتم استبعاد شبح الحرب بأى وسيله حتى تكون لهذه الاتفاقيه مكاسبها بجعل الحدود المشتركه حدود مرنه لتبادل المنافع من تجاره ورعى وزراعه ،وهناك امكانيه كبيره لذلك ،خاصه أن القبائل الحدوديه لها مصالح مشتركه وارث وتاريخ فى جعل مثل هذه الخيارات ممكنه ومتاحه.