حديث المدينة إلا إذا كان (سيوبرمان)..!! عثمان ميرغني نواصل قضية شركة الأقطان.. ونبث الوثائق مباشرة على الهواء في صفحة (التيار ليكس) بالداخل.. سردت لكم في \"حديث المدينة\" هنا وقبل أكثر من شهرين قصة التمويل الأجنبي للمدخلات الزراعية لهذا الموسم الزراعي الجديد للعام 2012.. وقلت لكم: (وقبل أكثر من شهرين) إن هناك مبلغ (300) مليون دولار على وشك الوقوع في كمين شركة الأقطان.. لتتعرض لما تعرضت له التمويلات السابقة.. الواقع.. بالوثائق التي تجدونها في (التيار ليكس) بدأت عملية التلاعب بأول (50) مليون دولار من قرض ال(300) مليون دولار.. شركة (متكوت) الوكيل الحصري لمثل هذه العمليات.. قدمت فواتير مبدئية لتكملة إجراءات الاعتماد.. الفواتير لا تحمل أية تفاصيل.. مجرد كلمات مبهمات وبجانبها المبلغ المهول بملايين الدولارات.. كأنما المقصود فقط تحويل هذه المبالغ دون أية تفاصيل.. ما دامت مثل هذه العمليات استمرت في السابق ولا من حسيب أو رقيب فلماذا تتعب شركة (متكوت) نفسها بدخول في التفاصيل.. يكفي أي عبارة عامة مثلاً (معدات حفر الأرض) أو (تراكتورات زراعية) دون تحديد العدد أو سعر الوحدة.. التجربة في التمويلات السابقة أثبتت أن الأمر لا يحتاج.. فالحال ينطبق عليه قول شاعرنا أبي الطيب المتنبي: (نامت نواطير مصر عن ثعالبها *** فقد بشمن وما تفنى العناقيد) بكل هذه الجرأة.. وبكل هذا السفور.. وبكل هذه البساطة التي لم تستوجب حتى مجرد محاولة محو الأثر وإخفاء الأدلة.. شركات بأسماء الأبناء والزوجات والأسر.. تباشر علمها تحت شركة شركة الأقطان.. وفي آخر كل عام توزع الحوافز على مجلس الإدارة.. ولا عزاء للمزارع المسكين.. حسناً هل قلت مجلس الإدارة.. إذن جاء الدور لكشف الوجه الآخر للعبة المقيتة.. مجلس إدارة شركة الأقطان الذي يرأسه السيد عباس الترابي بعمر مديد ينافس عمر حكام الربيع العربي.. سنفرد له حلة خاصة في الأيام القادمة بإذن الله. بكل هذه البساطة والأريحية كان يجري التعامل مع المال العام. مال شعب فقير يده في التراب وبصره في السماء.. ويبقى السؤال .. أين الرقابة ؟ أين المحاسبة؟؟ المسوؤل الوحيد الذي مد بصره إلى عورة شركة الأقطان وجاهر بالنهي عن المنكر هو المهندس عبد الجبار حسين الذي كان يشغل في وزارة الزراعة منصب المنسق القومي للتمويل.. أتعلمون ماذا كان مصيره..!! بعد أسبوع واحد من كتابته الخطاب الذي نشرناه هنا.. أصدر وزير الزراعة قراراً بفصله!! في دولة يحكمها الإسلام والشريعة.. النهي عن المنكر والأمر بالمعروف أطاح به من المنصب الحكومي وظل في الشارع لأكثر من عام.. الصورة أمامكم واضحة الآن.. أبطال الفساد والتلاعب بالمال العام.. مال الضعفاء من المزارعين أحياء (يرزقون!!).. والموظف الذي تجرأ وقال: (لا) للفساد.. فصله وزير الزراعة من منصبه بعد أسبوع واحد!! لماذا فصله وزير الزراعة..؟؟ سأجيبكم بوثيقة كتبها وزير الزراعة نفسه الذي أصدر أمر الفصل.!! مدير الأقطان عابدين محمد علي ورفيقه محيي الدين عثمان.. لا يمكن أن يفعلا كل مافعلاه وحدهما. إلا إذا كانا سيوبرمان وصديق باتمان.. لكنهما لا يمكن أن يكونا كذلك.. والدليل أنهما في قبضة السلطات.. إلا إذا خرجا كما تخرج الشعرة من العجين..!! وقولوا .. يا لطيف..! التيار