[email protected] في الماضي القريب اي قبل اكثر من عقدين من الزمان , حولت حكومه البشير وعرابها حسن الترابي الحرب في الجنوب من حرب سياسيه لا علاقه مباشر لها بالدين الي حرب دينيه , وكان الغرض منها هو سيطرتهم علي مقاليد البلد و جر البسطاء من الناس ليحاربوا بالانابه عنهم .. وقد كان لهم ذلك .. رغم اعتراض الشرفاء من السودانيين الا انهم كانوا اشطر او فالنقل اخبث مما كانوا يبدون عليه , اذ نجحوا في اقتياد اعداد هائله من الشباب الي الحرب , ما ان يموت احدهم الا ويغيب عقول البقيه باشتمامهم روائح المسك عند مواراه جثمانه الي مثواه الاخير و يزيدون عليه مسميات اخري مثل عرس الشهيد وما الي ذلك ..... بعض الشهداء لا يهتم لشهادتهم بل ولا يكلفون انفسهم عناء ابلاغ الخبر لذويهم وللان لا يعرف عنهم شئ اذ ان الذين ماتوا في الحرب و شاركت في دفنهم كثيرين (عايشت هذه الظروف حيث انني بغرض العمل مكثت بهذه المناطق شهور) , والبعض من الشباب لم يذهبوا حتي لمواقع الحرب لانهم اقرباء لبعض المتنفذين وان كان لابد فيعودون من جوبا ويدعون البطولات ويتم انشاء منظمات خيريه بمختلف المسميات التي تدل علي نهجهم الاسلامي المزعوم ويسلمون ادارتها لهم ولسان حالهم يقول لهم انهبوا كما شئتم و اعطونا نصيبنا كان اموال الشعب عندهم غنائم حرب ومن لم يحارب عبدا له , فلا يستطيع احد ممن لهم راي في حربهم ذاك ان ينطق بحرف والا وسجن , ان لم يتم تعذيبه السجن فهو محظوظ ..... بعد حوالي عقد من الذمن اختلف الشريكان (البشير-الترابي) كلن منهم يريد ان يحجم الاخر , بما ان الغلبه لمن يحمل السلاح وبما ان الترابي حسب حسابات خاطئه فكان الغلبه للبشير فما كان من الترابي الا وان اطلق تصريحا غريبا ومريبا اظهرت مدي الكذب و الضلال اذ قال فيما معناه (ان من استشهد في الجنوب ماتوا فطايس) بالله عليكم .. هل يصدق الاجيال القادمه ان حكي له هذا الامر , فانا نفسي لم اصدق ان يموت الشباب بالالاف ثم وببرود شديد يقال انهم فطايس وهو نفسه الذي ادعي انها حرب لحمايه الدين .. انها كلمه صدق اريد بها باطل .. لو ان احد من الذين اعترضوا علي موضوع الحرب الدينيه من بدايتها هو الذي قال ذلك لكان الامر منطقيا ... رئيس الجمهوريه انتقد مقوله الترابي بشده , وواصل علي نفس نهج الجهاد و الاستشهاد .... الي ان تم توقيع اتفاق سلام مع دكتور جون قرنق , عندها صرح تصريحا لا يقل غرابه عن تصريح الترابي في السابق , حيث انه قال ان الحرب هي حرب سياسيه .. ما الفرق اذن بين تصريح البشير و تصريح الترابي , نفس المعني وان كان تصريح الترابي اشد قساوه .. هذه الايام البشير مقبل علي حرب نحن الشعب لا ناقه لنا فيها ولا جمل .. حرب استنزاف .. وسيامرنا ان نحارب بانفسنا وباموالنا .. باي منطق .. الجهاد .. الاستشهاد .. الحور العين .. ام تراه سيقول لنا ان من يحارب سيجعله وزيرا لينهب كما يشاء ولن احاسبه .. ان لم نستجيب هل سيجبرنا بالقوه واحسب انه سيفعل ذلك وسيقضي علي البقيه ليصيح هو رئيسا لجمهوريه ليس بها احد غير نافع و المتعافي و الجاز وخاله و احبابه ... يعني ذي اربعين (مش اربعين مليون) نفر كده وبس .. يمكن بعد كده ينوم مرتاح بدون ما زول ينتقدوا ... ان حكمنا علي حكومه البشير فقط بموضوع الجهاد و الاستشهاد (دعنا من الفساد) سنجد ان هذه الحكومه حكومه كذابين وبلطجيه .. ماذا نتوقع .. والي اي اتجاه يسيرون بنا .. اما ان لهذا الرئيس ان يترجل ..