تراسيم.. ضوء في اخر النفق!! عبد الباقي الظافر أمس الأول نقلت الزميلة الوطن خبراً له خصوصية.. حي الأزهري بجنوبالخرطوم شهد زيجة بين الشمال والجنوب.. الجنوبي طالب سرور الذي ينتمي لقبيلة الباريا اقتراناً بسليلة العركيين ندى عبدالغفار.. المناسبة التي تحمل رمزية لا تقل عن وزاج الرئيس إدريس دبي من كريمة الشيخ موسى هلال جاءت في وقت يحمل نذر حرب بين الشمال والجنوب. فى الجولة السابقة لمناقشة القضايا العالقة بين السودان ودولة الجنوب كان مفاوضو الدولتين بالكاد يمدون أيديهم للمصافحة التقليدية.. فيما قاطع السيد باقان أموم جلسات الحوار وكان يمضي بين الفينة والأخرى لردهة الفندق لإبلاغ الصحفيين أن المفاوضات لا تسير إلا للوراء. التصعيد وصل حد أن يتحدث الرئيس السوداني البشير على الهواء عن حرب محتملة بين الدولتين.. رئيس الجنوب قابل تلك التصريحات (متحزماً) وتوعّد أن تكون جودة الحدودية نقطة الالتقاء في حرب يشارك فيها أنجاله الأربعة.. قبل ذلك تم قطع إمداد النفط المتجه شمالاً، وأغلقت الآبار، وقالت البلدان للحرب هيت لك. ولكن بالأمس رأينا ضوءاً خافتاً في آخر النفق.. مفاوضو الدولتين اتفقوا على وقف العدائيات على طول الحدود.. إعلان النوايا ليس كافياً لإبعاد شبح الحرب.. رصاصة واحدة من جندي مستهتر يمكن أن تلبد الأجواء مرة أخرى.. حدث في أبيي أن أطلق جنرال من الجيش الشعبي رصاصة على قافلة مشتركة من القوات المسلحة والقوات الاممية المنسحبة شمالاً.. تلك الرصاصة أعادت تعقيد الأوضاع في منطقة أبيى الحدودية حتى هذه اللحظة. نصف الحل عند الخرطوم وحدها.. المطلوب الآن نشر قوات للأمم المتحدة على طول الحدود الملتهبة.. والسماح للمنظمات الدولية بتقديم الغوث للمتأثرين بالنزاعات في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. الوجود الأممي فوق أنه يحفظ نفوساً بريئة من خطر الموت حرباً أو جوعاً إلا أنه يمثل جداراً يمنع التفلتات الجنوبية ويجعل الخرطوم في مأمن من غضب العالم الذي ينظر إليها باعتبارها دولة تسيس العمل الإنساني الطوعي. واحدة من الأخطاء التي ترتكبها الخرطوم أنها تفترض أن المنظمات الإنسانية والأممية تعمل ضدها.. بالأمس انتقدت لغبرت وسليك مديرة الائتلاف الأوربي للنفط حكومة الجنوب التي تخصص نحو 40% من عائدات النفط للجيش الشعبي.. المسئولة الأوربية أكدت أن جوبا تجازف باستقرارها بوقف تصدير النفط.. أما زميلها لوك باتي من المعهد الدينماركي فقد طالب قادة جنوب السودان بالكف عن أحلامهم والتوصل لاتفاق نفطي مع دولة السودان. إعادة النظر في علاقاتنا مع العالم يبعد شبح الحرب.. متطرفو جنوب السودان يراهنون دائماً على عزلتنا الدولية في بناء رؤيتهم في حاضر ومستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب.. أوقفوا إمداد النفط وحساباتهم تشير إلى أن حكومتنا المعزولة لن تستطيع تدبير أمورها وستسقطها الانتفاضة الشعبية أو الحرب الزاحفة من الجنوب. إعادة العلاقة إلى محيطها الشعبي كما حدث في تلك الزيجة يهزم دعاة الحرب في جوباوالخرطوم. التيار