بالمنطق أو كما قال كرتي..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * تعب الناس في قريتنا من حث شيخ داؤود على المطالبة بحقه الذي بطرف إبن العمدة جراء صفقة ما.. * فتارة يتحجج بمرض إبن العمدة هذا قائلاً: (ميصحش برضو اتكلم معاهو في موضوع زي دا وهو في الحالة دي).. * وتارة ثانية يتحجج بزواج ابنته ويقول: (الراجل مشغول بزواج بنته ومش فاضيلي).. * وتارة ثالثة يتحجج بمرضه هو نفسه - رغم بساطته - ويهمس تظاهراً بالوهن: ( حرام عليكم، هو أنا في إيه ولاّ في إيه؟!).. * وحين مات إبن العمدة هذا فجأة صاح داؤود في أهل البلدة عقب دفنه: ( أهو مات ، إرتحتوا؟!).. * وضحك أهل البلدة لعلمهم أن الذي ارتاح هو داؤود نفسه.. * فقد كان مُتنازعاً بين المطالبة بحقه والخوف من (سطوة) إبن العمدة.. * وقصة بلدياتنا داؤود هذه ذكرَّتنا إياها قصة ذات (ظُرفٍ) مشابه من تلقاء وزير خارجيتنا قبل أيام.. * فقد قال كرتي: (إن الوقت غير مناسب للحديث عن ملف حلايب نظراً لما تمر به مصر من ظروف!!).. * طيب يا كرتي؛ وماذا عن (الوقت) الذي سبق الظروف هذه؟!. * هل كان (مرض) مبارك - مثلاً - يستدعي حجة مثل حجة بلدياتنا تلك (ميصحش برضو نتكلم معاهو في موضوع زي دا وهو في الحالة دي)؟!.. * وماذا عن (الوقت) الذي سيجيء لاحقاً للظروف المشار اليها هذه؟!.. * هل ننتظر حتى تكون هنالك مناسبة زواج في بيت طنطاوي أو الجنزوري لنقول: (الراجل مشغول بزواج البنت ومش فاضيلنا)؟!.. * وماذا عن (الوقت) الذي سيعقب (زوال الظروف) التي يشير اليها وزير خارجيتنا؟! * هل تتحجج حكومتنا - في الحالة هذه - بظروف (مرض) اقتصاد بلادنا لتقول للذين يطالبونها بإرجاع (حقنا) في حلايب :( حرام عليكم، هو أنا في إيه ولاّ في إيه)؟!.. * وماذا عن (الوقت) الذي سيأتي بعد (الأوقات) هذه ب(وقت) كثير؟!.. * هل نترقب ظهور (إسلامبولي) آخر ليقتل -\"كفى الله الشر\" - رموز الحكم المصري أجمعين، وليس واحداً مثل السادات، ليصيح رموز نظامنا نحن بفرح: (أهم ماتوا، ارتحتوا)؟!.. * لقد تعبنا من حث حكومتنا على المطالبة بحقنا تماماً كما تعب أهل قريتنا تلك من حث داؤود على المطالبة بحقه من قبل.. * وبمثلما تعب داؤود هذا هو نفسه من إلحاح أهل القرية ذاك، تعبت حكومتنا من إلحاحنا نحن.. * فلو كان الحق الخاص بداؤود لدى جاره (المسكين) حسن آسا لانتزعه منه في غمضة عين مع خبطة من (قَلوبِه) على أم رأسه.. * ولو كان الحق الذي نطالب الإنقاذ باسترجاعه لدى جهة داخلية (مسكينة) لسمعنا من كرتي - وأخوانه - (زئيراً).. * ولكن ما بيد الإنقاذ (المسكينة) حيلة الآن سوى انتظار (الظروف المناسبة).. * أو كما قال كرتي.