العصب السابع مواجهة بس..!! شمائل النور نائب الرئيس الحاج آدم وفي خطابه أمس في منطقة العباسية تقلي بجنوب كردفان، قال بكل وضوح في ما يتعلق بالحركة الشعبية أنهم لا يعرفون معها حوارا ولا ديمقراطية بل يعرفون المواجهة فقط..السيّد النائب ودون أن يشعر ضرب بمحاولات حكومته التي تدعو إلى التفاوض مع كل من يحمل السلاح عرض الحائط، عندما يعلو صوت القتال وإبداء الرغبة في المواجهة، لن يتضرر صاحب الرغبة هذا، بل يتضرر المواطنون في المقام الأول، صاحب الرغبة يمتطي عربته ويصحبه جنده إلى دار آمن لن تصيبه فيها أذى بينما يُترك المواطن للمواجهة..في مثل هذه الظروف القاتمة القابلة للانفجار التي تمر بها الولاية بشكل خاص أليس من الأفضل أن يراعي قادة الحكومة حساسية الخطابات غير المرغوب فيها في هذا التوقيت، كم ضربة حدثت كنتيجة طبيعية لغبن متراكم تجاه تصريحات إعلامية مثل هذه تُرمى في الهواء كلمات لكنها قنابل..ثم يُعرج النائب على الشريعة الإسلامية وأنّ التراجع عن تطبيقها لا يمكن أن يكون إلا على جُثثهم، هل الأولوية الآن الحديث عن قضيّة دستور في ولاية تشتعل حرباً ودماراً وتشريداً.... يوم استيلاء ويوم استرداد ثم استيلاء.. وما حكاية الشريعة هذه التي أصبحت استهلاك مملا، كلما وقف قيادي أمام جموع من الناس يترك قضيّتهم الراهنة وينصرف بهم إلى قضايا ليس هذا وقتها، المواطنون في هذه المناطق التي تشتعل حرباً يموتون بالنار أو يموتون جوعاً، وقادتهم يحدثونهم عن قضايا آجلة..الأولوية لمواطن جنوب كردفان أن تتوقف الحرب وتستقر الأوضاع، وليس أقل ولا أكثر من ذلك. ألم يتمعّن هؤلاء القادة في الأرقام المهولة التي تعكس بؤس الواقع الذي خلفته الحروب. نهاية العام الفائت وتزامناً مع اليوم العالمي للطفل، كان نصيبنا في السودان أن \"100\" ألف طفل حديثي الولادة يفارقون الحياة سنوياً بسبب العنف والحرب وسوء التغذية أي أنّ السودان يفقد سنوياً 10% من الأطفال حديثي الولادة، حسب الإحصاءات التي كشفتها منظمة يونسيف، وبجانب ذلك فإنّ حوالي \"700\" ألف طفل سوداني تواجههم عقبات تحول دون إكمال تعليمهم الثانوي هذا دون نسب التسرّب المدرسي في مرحلة الأساس، للأسف لم تجد هذه الإحصاءات المُنذرة نصيباً كما الخطابات الخشنة المفخخة التي ما هي إلا تمهيد لكوارث متتالية يدفع ثمنها المواطن. ماذا قدمت لنا سنوات الحرب الطويلة، سنوات من التخلف والرجعية، أقعدتنا دون العالمين، دفعنا فيها بخيرة الشباب، ثم آخر المطاف بتر الوطن الذي كنا نقاتل لأجله واقتطاع موارده الاقتصادية في معادلة ظالمة، هل بيننا من يرغب في إعادة ذلك التاريخ المظلم الذي نتائجه بين أيدينا. وهل أصلاً لدينا المقدرة على المواجهة، ألم تكف كل هذه الدروس المترفة بالفشل المرير، ارحموا هؤلاء المواطنين البؤساء وارحموا وطنا مُهددا بالمزيد من البتر والتقطيع. التيار