حكايا دعوة للجميع ...مكبات الأوساخ ولائم الفقراء !! صدقي البخيت [email protected] كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير ... حياة متواضعة في ظروف صعبة.. إلا أن هذه الأسرة الصغيرة، ليس أمامها إلا أن ترضى بقدرها لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو المطر في فصل الشتاء .. لكون الغرفة تحيطها أربعة جدران ولها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات متقطعة من المطر، وذات يوم تراكمت الغيوم وامتلأت السماء بالسحب الكثيفة الواعدة بمطر غزير . ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة فاختبأ الجميع في منازلهم، أما الأرملة والطفل فكان عليهما مواجهة قدرهما نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في حضنها ولكن جسد الأم والابن وثيابهما ابتلا بماء السماء المنهمر... أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران , وخبّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر.... فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة وقد علت وجهه ابتسامة الرضى وقال لأمه: ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين ينزل عليهم المطر ؟ لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء .. ففي بيتهم باب. تذكرت هذه القصة وأنا أطالع التقريرالذي نشرته (السوداني ) في عددها الصادر أمس الأول 15 فبراير تحت عنوان (تقرير صحفي يكشف كيف تحولت مكبات القمامة إلى مطاعم للفقراء) والتقرير يا سادة عبارة عن زيارة من بعض صحفيي الجريدة المذكورة - لهم التحية - لمكبات الأوساخ في العاصمة الحضارية ..فماذا كانت الحصيلة ؟! باختصار وبحسب ما اورده التقرير الاليم ..مكبات الزبالة تلك هي اسواق ومطاعم ومصدر رزق للبشر في بلدي ..!! منظر في غاية الألم, وصورة تعبر عن الأسى كأبلغ مايكون ..لا اظن ان شخصا قد اطلع على هذا التقرير دون أن تدمع مقلتاه , العجب العجاب اخي القارئ ان هؤلاء الذين تناول وضعهم التقرير المخجل, من فئات مختلفة شباب وشيوخ ونساء ,لم يجدوا مايسد رمقهم الا في مكبات الاوساخ ..فتخيل يرعاك الله شيخ ستيني ابناءه في المدارس والجامعات يقتات لهم من (علايق )عربات الاوساخ كما ذكر التقرير ,حتى يصل بهم الا بر الأمان ..وبر الأمان هذا بالطبع مستتر المدى ومخفي المعالم ..بيد أن الشيخ - وليس وحده بالتأكيد - لا يجد الا ان يرفع الاكف للعزيز المقتدر بتعجيل الفرج عليه وعلى اخوته في المعاناة وهذا جزء من افادته : (أ.أ رجل ستيني يسكنه الهدوء , وجدناه يستمع إلى اذاعة القرآن الكريم , اقتربت منه والقيت عليه التحية فرد هو بأحسن منها , سألته عن السبب الذي جاء من أجله إلى هنا فقال : انا اصلاً مزارع وزي ما انتي عارفة الزراعة مرة تنجح ومرة تفشل وانا عندي اولاد في المدرسة وكمان في الجامعة ودايرين مصاريف يومي فكرت اشتغل هنا , واردف وفي النهاية برضي بالبقسموا لي الله) هذا هو الحال الذي وصل اليه مواطن بلدي ..ورغما عن كل شئ تبقى العزة تكسو الوجوه وتزين الجباه ولكن يبقى السؤال التي طرحته المحررة في ختام تقريرها : من المحررة: (نعم عندما وصلنا ذلك المكب كانت الساعة تعلن التاسعة صباحاً، رغم ذلك جاءت احدى سيارات النفايات تحمل في باطنها الفضلات أو (العلايق) كما يقولون عنها، قبل أن يتدافع اليها كل المتواجدين..كل للظفر بنصيبه...والسؤال هو هل هذا الاكل بالفعل لا يسبب لاولئك اي مرض كما قال لي احد الذين استطلعتهم...ام أن العناية الآلهية وحدها تتكفل بحمايتهم...؟؟؟) أسال الله لكم ولنا الفرج القريب ودمتم اعزة كرام ودام الحب بيننا ودام السلام صدقي