مؤتمر التعليم بلا أهل التعليم! د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] تشهد الخرطوم اليوم افتتاح المؤتمر القومي لقضايا التعليم الذي يفتتحه السيد رئيس الجهورية عمر البشير ويستمر حتى يوم الثلاثاء... وأكدت الاستاذة سعاد عبد الرازق وزير التربية والتعليم الاتحادية، اكتمال الاستعدادات لانعقاد المؤتمر، وأشارت الى أنه تمت دعوة قيادات الأحزاب السياسية وبمشاركة (ألف) عضو، فضلا عن دعوة الخبراء والمختصين من عدة دول خارجية، ورغم كل هذه (الألف) دعوة نجد ان ثمة انهام وجه للمؤتمر او لجانه بانه تم التركيز على الجانب السياسي والمجتمعي دون المختصين والخبراء وهذا قاد الى ان مجموعة من المختصين في المركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا تتجه لرفع مذكرة إلى وزيرة التربية والتعليم الاتحادية، احتجاجا على ما وصفوه بتهميشهم وضعف المشاركة في المؤتمر القومي لقضايا التعليم وأعلن الخبراء والمختصون ان هناك اتجاه للانسحاب من المشاركة في فعاليات المؤتمر القومي لقضايا التعليم احتجاجا على ضعف المشاركة وما أسموه بتهميشهم. ونحن نتساءل لمن وجهت الألف دعوة؟ هل وجهت لقدامى رجالات التربية والتعليم ومديري المدارس والموجهين والمراكز المتخصص؟ ام وجهت للسياسيين؟ فقد أشارت الاستاذة سعاد عبد الرازق وزير التربية والتعليم الاتحادية الى أنه تمت دعوة قيادات الأحزاب السياسية ولا ندري ما علاقة الأحزاب السياسية بمؤتمر التعليم؟ ونتساءل هل سيستمر المؤتمر اذا انسحب الخبراء والمختصون كما ورد في الاخبار عن نيتهم في الانسحاب لتهميشهم؟ وفي هذه الايام التي ينعقد فيها مؤتمر التعليم تجمع عشرات من المعلمين (المناهضين للاستقطاعات) الخميس الماضي، أمام الاتحاد المهني العام للمعلمين السودانيين بالخرطوم إحتجاجا على عدم أخذ حقوقهم من الشركة التي أنشئت بأموال المعلمين عام 2004م (شركة المعلمين المحدودة) ونتساءل لماذا لا تتدخل الأخت الوزيرة سعاد عبد الرازق لحسم هذا الأمر؟ فاننا نرى ان قضايا المعلم لا تنفصل عن قضايا التعليم وان المؤتمرات وحدها لا تكفي خاصة إذا لم تقابل بالرضى من المعلم. هذا المؤتمر يحمل كثيراً من السلبيات أولها عدم توجيه الدعوة لمن هم أحق بها ولهم خبرة في مجال التعليم وأراء واضحة ومنهم أهل الصحافة ولا نريد ان نذكر الأسماء لاننا نعتقد ان المسؤولين يعرفون ذلك ويطالعون ما يكتب وبعض هؤلاء هم في الأصل من المعلمين سواء في الجامعات او المرحل الدراسية الاخرى، وكان وجودهم يمكن ان يثري هذا المؤتمر. لقد وقفنا في مقام هذا المؤتمر تحت عنوان (الوزيرة تكشف توصيات المؤتمر قبل انعقاده!) وفي مقام تأكيد الوزيرة بأن المؤتمر سيخرج بجملة من التعديلات والتوصيات القوية التي ستطال السلم التعليمي وإعادة النظر في مواد المناهج الحالية، فضلا عن حدوث اختراق في أوضاع وأجور المعلمين! فإذا كان هذا ما سيخرج به المؤتمر على حد تصريحات الأخت الوزيرة سعاد عبد الرازق فلماذا لم توجه الدعوة للمعلم؟ وماذا كان يضر الأخت الوزيرة لو فعلت ذلك؟ نخاف ان ينعقد المؤتمر ويخرج بتوصيات وقرارات ولكن لا تنفذ. والله من وراء القصد