الوزيرة تكشف توصيات المؤتمر قبل انعقاده! د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] وقفنا في مقام التعليم الاسبوع الماضي وكتبنا عمودين يومي الاثنين والثلاثاء الأول بعنوان (حكاية التعليم بين المجلس والوزير) والثاني بعنوان (التعليم ومن سرق المصحف) وذلك على خلفية ثلاثة أخبار اوردتهم هذه الصحيفة الخبر الأول يقول: نواب تشريعي الخرطوم يطالبون بمنع العقاب البدني كأسلوب عقيم للتعامل مع الطلاب. والخبر الثاني يقول: قرار بوقف الاستثمار بمدارس الخرطوم. والخبر الثالث يقول: مطالبة برفع سقف التعليم الى 8%. وذكرنا: أما حديث الأخ دكتور يحيى صالح مكوار وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن ان ازدياد نسبة التسرب في المدارس يرجع إلى اكتظاظها بالطلاب وعدم اكمال الاجلاس وتوفير الكتاب والمعلمين فهو حديث يضع اخرين في خانة الكذب والنفاق فقد صرح هؤلاء عشرات المرات باكتمال الإجلاس وتوفر الكتاب المدرسي والمعلم ويمكن لسيادته مراجعة التصريحات التي تمت في بداية هذا العام والعام السابق ونرجو من المجلس أو أية جهة اخرى ان تحاسب كل كذاب يصرح بغير الحقيقة. ثم أوردنا التضارب في التصريحات بين بداية العام ونهايته، وكنا نجهل لماذا نشطت التصريحات هذه الأيام وجاءنا الجواب بعد ان عقدت الاستاذة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم العام الاتحادية مؤتمراً صحفياً يوم الخميس الماضي بوكالة السودان للأنباء مذكرة بالمؤتمر القومي للتعليم المزمع عقده في التاسع عشر من الشهر الحالي، وأكدت أن المؤتمر سيخرج بجملة من التعديلات والتوصيات القوية التي ستطال السلم التعليمي وإعادة النظر في مواد المناهج الحالية، فضلا عن حدوث اختراق في أوضاع وأجور المعلمين! ولا ندري كيف علمت الاستاذة بان المؤتمر سيخرج بتوصيات قوية وانها ستطال السلم التعليمي وإعادة النظر في مواد المناهج الحالية؟ هل الأخت الوزيرة أعدت التوصيات وتحتاج فقط من هذا المجلس ان يبصم عليها؟ ام انها أرادت التأثير على المؤتمر وتوجيه توصياته؟ وهل هو مؤتمر ام لجنة؟ فلأول مرة في حياتي اسمع بوزيرة تصرح بان المؤتمر سيخرج بقرارات معروفة سلفاً! وإذا كان المؤتمر ستطال قرارته السلم التعليمي والوزيرة تعلم ذلك فلماذ لم تصدر قراراً يطال السلم التعليمي؟ وما الفائدة من عقد مؤتمر؟ ان حديث الأخت الوزيرة يوصم المؤتمر بانه سيعقد من اجل تمرير قرارات لاكسابها نوعاً من الشرعية وهذا يقدح في قراراته قبل ان يعقد. وتواصل الأخت الوزيرة وتتحدث عن حدوث اختراق في أوضاع وأجور المعلمين! ونقول لها ماذا ستفعل إذا لم يتوصل المؤتمر لتوصية او اختراق لاجور المعلمين؟ ان حديث الأخت الاستاذة سعاد عبد الرافع وزيرة التربية والتعليم العام الاتحادية يضع ألف علامة استفهام قبل انعقاد المؤتمر، ونتمنى ان نسمع رأي الوزيرة. ونعد بأننا سنقف وقفات قادمة في مقام هذا المؤتمر الذي أتمنى ان ينعقد وان يخرج بتوصيات تصب في صالح التعليم والمعلم، وان يخترق أجور المعلم وان تنفذ توصياته التي كشفتها الوزيرة فقد اعتدنا على عقد المؤتمرات ولكن التوصيات لا تنفذ. والله من وراء القصد