الشريف يوسف [email protected] ببالغ الحزن والألم، تحتسب رابطة الإعلاميين السودانيين في المملكة العربية السعوديّة فنان السودان الأوّل ومطربه وملهمه الكبير المبدع الراحل محمّد عثمان وردي، الذي وافته المنيّة أمس. لقد استطاع فقيد البلاد الراحل أن يكون هرماً من أهرامات السودان، بفنه وعطائه الفني الشاهق الباذخ .. لقد استطاع أن يوحّد وجدان أهل السودان حول فنّه وذوقه الراقي في اختيار الكلمات واختيار الألحان وقدرته المبهرة في أداء متميّز، طوال مسيرته في مشواره الفني الطويل. لقد استطاع فقيد البلاد الراحل أن ينقل السودان إلى عواصم عربية وإفريقيّة وغربيّة مختلفة، حتى اقترن اسم السودان باسمه لدى كثير من الشعوب. وطوال مسيرته الفنية الباذخة، كان الهم القومي والهم العام أحد همومه الرئيسة، حتى صار ملهب وملهم الثورة الشعبيّة في السودان، فقد تغنى للحرية وانكسار المقاصل وتكسير السجون وانعتاق الشعب من ربقة البطش. لقد استطاع فقيد البلاد الراحل أن يعزز في نفوس الشعب قيمة بناء الوطن، فكانت ملحماته في ذلك أشهر من ملاحم الغزل الذي ارتبط بمسيرة الفن عبر القرون. وأرسى رحمه الله مدرسة في الغناء تجعل من الأحزان والهموم العامة ملاحم فنيّة تجذب ملايين الناس عبر فنّه الممتد عبر أثير واسع وعريض لا تحده حدود. وليس غريباً أن نجد شعراءه من السفراء وبعض أقطاب \"الغابة والصحراء\" وغيرهم من ناظمي الدرر الذين ازدانت بهم المكتبات وتزينت لهم أفخم القاعات في عواصم مختلفة. وليس غريباً أن يلتقي الكلم الراقي باللحن والأداء النادر فتكون شخصية فنان هرم ودعنا وهو يصارع المرض إلى آخر لحظة. إنّ الإعلاميين والشعراء والسفراء والموظفين والتجار والباعة والعمال والطلاب ، وكل طبقات المجتمع، تفتقد معبّر الشعب الأول في فنه الرسالي، ولحنه المدهش الطروب. ولا يملك هذا الشعب الوفي إلا أن يبتهل بالدعاء للفقيد الكبير. اللهم أعف عنه وأكرم نزله وتجاوز عن سيئاته وضاعف من حسناته ، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، اللهم أبدل سيئاته حسنات، وأكرمه بكرمك يا أكرم الأكرمين. آمين