نمريات لعنة..!! اخلاص نمر ٭ انتقلت عدوى نقص عقاقير مرض السرطان إلى الجزيرة الخضراء، بعد أن مرَّ مرضى الخرطوم بذات (الزنقة) العام قبل الماضي، مما أدى إلى تذمر واستياء واضح وسط المرضى الذين تجمهروا داخل المستشفى الوحيد في السودان. ٭ ها هي صرخة من مدني الجزيرة على لسان المدير الطبي لمستشفى السرطان الدكتور يوسف حسن الذي حذَّر من تفاقم أزمة مرضى السرطان نتيجة نقص الأدوية، والذي وصف الوضع بأنه سيقود ل «كارثة إنسانية». ٭ أصبحت كل الأوضاع في السودان تقود لكارثة إنسانية، ولم يعد هناك ما يزرع الأمل في نفس المواطن الذي انفتحت عليه جبهات عديدة سببت له وخزاً مؤلماً ملازماً. ٭ الحكومة مشغولة تماماً بالبترول الذي (طارت عصافيره) جنوباً، وأصبح الحديث حول عودته لمواسير الشمال من رابع المستحيلات بعد أن أظهرت المحادثات تعثراً وراء تعثر، زاد منه تصريحات باقان أموم الذي جرت على لسانه (ليست هنالك طريقة يمكننا بها تصدير النفط الخاص بنا من خلال السودان). ٭ واضح جداً أن الجنوب لا يرغب في تفاوض مع الشمال الذي يستعد (بنكه المركزي) بعد قليل فالمسألة مسألة وقت لرفع الدعم تدريجياً عن الوقود وبعض السلع مما يزيد من كارثة ارتفاع السلع في العاصمة الحضارية والولايات الأخرى. ٭ إذاً الوطن غير محصن من الكوارث التي ستحاصره من كل الجهات، فمرضى السرطان في مدني يعودون للمربع (صفر) نتيجة نقص عقاقير المرض الذي انتشر بشدة في أرجاء السودان، ولم تستطع الجهات الصحية كبح تمرده وقطع أذرعه الأخطبوطية، فلقد احتار المختصون في هذا التمدد الكثيف للمرض بجانب أمراض أخرى ظلت (عنواناً) بارزاً ووجدت من الوطن موطناً ومرتعاً خالياً من المصدات الصحية والاهتمام بالمؤسسات الصحية وتوفير الدواء التي يؤمها المواطن ف (تمكنت)! ٭ مشكلات كثيرة يعانيها وطني، ولكن يبدو أن لعنة البترول تطارده في كل صباح وداخل كل مرفق، ومنذ أن غادر ثلث وطني الجغرافي جنوباً بات الجزء الشمالي (يولول) ويرمي بالاتهامات التي يتم تبادلها سريعاً، فتتحول ل(قذائف عابرة للحدود)، وتبقى المفاوضات مربوطة بخيط عنكبوتي تنقطع لأقل (اهتزاز).. وتنعدم الحلول في وطني في وجود حكومة لا تبشر المواطن بمستقبل طيب أو انفراج. ٭ الإصابة بمرض السرطان تحمل في طياتها أرقاماً مخيفة، والمخيف أكثر هو نقص العقاقير الذي يتكرر في كل مرة، وإن لم يكن سنوياً فإنه يعني نقصاً وكفى. ٭ أخيراً يبقى البحث عن أسباب تفشي المرض في السودان أمراً مهماً يجب عدم إهماله حتى ولو تم توفير العلاج مستقبلاً لأعوام قادمات.. وما أسهل الوقاية!! ٭ همسة: في منتصف الطريق.. انفصل خيط اللقاء.. وبات القلب يخفق.. والعين تدمع.. والنهار يميل نحو الأصيل انغلقت صرختها تحكي.. مأساة وويل.. الصحافة