لا يمكن الوصول إليه حالياً !! عبد الباقي الظافر زار الرئيس الأمريكي كارتر طهران في آخر ليلة من العام 1977.. في قصر نياوران تبادل كارتر الأنخاب مع شاه ايران وراقصت زوجته روزالين صاحب التاج الفارسي.. المزارع الأمريكي الذي هجر تجارة الأخشاب ووصل سدة الحكم في البيت الأبيض خاطب شعب إيران مشيداً بنعمة الأمن والأمان.. في ذاك الوقت الذي انشغل فيه الشاه بالرقص كان الامام الخميني يرسل شحنات من الغضب عبر شرائط الكاسيت.. الشيخ العجوز في آخر رسائله طلب من الشعب أن يطفئ أنوار البيوت ويضيء الشموع.. عندما أظلمت طهران تأكد الإمام الخميني أن الثورة قد أينعت و حان قطافها.. في مشهد مهيب وصل الثائر ذو اللحية الكثة ليشهد فجر الثورة الإيرانية. نشرت الزميلة الأهرام أن عدداً من الإسلاميين بدأوا يتبادلون الرسائل التي تطالب بالتغيير.. حملة الرسائل الهاتفية من المقرر لها أن تشمل نحو ألفين من أهل الحركة الإسلامية.. هذه الثورة الهاتفية تستهدف إعادة تسجيل الحركة الإسلامية كحزب سياسي.. الإسلاميون الآن يشعرون أن الحزب الحاكم بات لا يمثل تطلعاتهم ولا يعبر عن آمالهم. هذا الإحساس ليس كامناً في العناصر التي تغرد خارج سرب الحزب الحاكم..من داخل (كابينة) القيادة تحدث إبراهيم أحمد عمر أن تطاول بقاء بعض الوجوه على مقاعد الحكم أدى لحالة من الملل والضجر.. أمس أصدر أمين حسن عمر حكما إيجابياً على صناع مذكرات الإصلاح بالمؤتمر الوطني.. أمين من داخل دار الحزب الحاكم وصف المذكرات بأنها ذات دلالات حسنة.. رأي الوزير يخالف رؤية رئيس الجمهورية الذي توعد بمحاسبة أصحاب المذكرة.. حتى الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني أكد على أهمية الإصلاح، واشترط أن يكون من وراء الأبواب المغلقة داخل أجهزة الحزب. في أحد اجتماعات المؤتمر العام التنشيطي للمؤتمر الوطني استغرب القيادي الإسلامي حسن عثمان رزق ان حزبهم ورغم الثراء الوافر لايملك وظيفة أمين مال..ومن قبل أكد القيادي أحمد عبدالرحمن في حوار مع (التيار) أن حزبهم كسائر أحزاب العالم الثالث الحاكمة يرضع من ثدي الدولة. بصراحة الرجل الوحيد الذي يرى أن الأمور على ما يرام في ساحة الحزب الحاكم هو السيد رئيس الحزب ورئيس الجمهورية والقائد الأعلى.. المشير البشير أكد في آخر إطلالة تلفزيونية أن حزبه ما زال في ريعان الشباب.. وأن الحكومة الرشيقة ليس فيها من القدامى إلا خمس وجوه..وألاّ مرجعية للحزب الحاكم إلا من أجهزته التنظيمية. في تقديري ان رؤية الرئيس لعلاقته مع الحركة الإسلامية ستفجر ثورة داخل البيت الإسلامي.. ومن الأفضل الآن لجموع الإسلاميين أن يقفزوا زرافات ووحداناً من سفينة الحزب الحاكم.. القدر يمنح الإسلاميين فرصة ذهبية مثل التي حدثت لهم قبيل انتفاضة إبريل.. قبيل أقلّ من أربعين يوماً من الانتفاضة صالح الإسلاميون الشعب ودخلوا إلى سجون مايو. رسائل الإصلاحيين يجب ألاّ تقتصر على ألف وألفين من الإسلاميين.. يجب أن تنداح هذه الرسائل لتصنع واقع جديد. التيار