تراسيم.. الخرطوم ليست مكة !! عبد الباقي الظافر قبل أشهر نشرت صحيفة سودانية أن الواقي الذكري يباع في إحدى الصيدليات الواقعة في إحدى داخليات الطالبات.. ثارت مظاهرة في الداخلية المعنية وحطمت الصيدلية.. لم تسأل وقتها واحدة من (الثائرات) إن كان بيع ذاك المنتج مخالفاً للقانون.. الواقي الذكري يباع مثله مثل أي منتج طبي في كافة مدن المملكة العربية السعودية.. في سوداننا هذا تشرف على استيراده مؤسسات وزارة الصحة مثله مثل (البندول). بعد المداهمة الليلية على داخليات الطلاب واعتقال مئات من الطلاب وغيرهم.. استضاف اتحاد طلاب ولاية الخرطوم ورشة لمناقشة تدخل الشرطة في الحرم الجامعي وملحاقته.. العميد شرطة مزمل محجوب استغرب من نبرة الانتقاد الحادة.. سعادة العميد أكد أن الشرطة تدخلت ست عشرة مرة خلال ثمانية أعوام.. ممثل الشرطة استدلّ بوجود الشرطة في الحرم المكي ليحلل تدخلها الطارئ في جامعة الخرطوم وداخليات الطلاب.. ثم رمى ممثل الشرطة بكلمة تحمل جرعات من الاستفزاز.. الضابط العظيم أكد أن الشرطة وبعد اقتحامها للداخليات وجدت أشياء لا تريد الإفصاح عنها لأسباب تربوية. بداية علينا أن نفرّق بين اقتحام الشرطة للجامعة ودخولها لداخليات الطلاب.. الاقتحام الأول تمّ من دون طلب إدارة الجامعة.. بل إن مؤسسات الجامعة قد أدانت وقتها ذاك التدخل غير الرشيد.. دخول داخليات الطلاب تم بتنسيق تام بين الشرطة وإدارة صندوق دعم الطلاب.. ساعة الصفر كانت بعد أن هجع الليل وأوغل.. والمهاجمون لم يفرقوا بين الطلاب وغيرهم من الذين يقطنون الداخلية بصورة غير شرعية.. وحصاد المداهمة فرق بين المحابس. بداية .. لماذا لم تحكم إدارة الداخلية أمر الدخول.. من اليسير منع من لا يملكون بطاقة جامعية من الدخول ابتداءً.. أما السماح لهم بولوج الداخلية ومن ثم نصب الشراك للإيقاع بالطلاب فيمثل استدراجاً.. أما المضي بالطلاب إلى سوح أقسام الشرطة فتلك سابقة تسجل في سجلاتنا من الانكسارات الوطنية.. هؤلاء الطلاب لم يجبرهم على المكوث في الداخليات الجدباء إلا الشديد القوي.. بعضهم يحاول أن يجد عملاً في هذه العطلة الإجبارية.. فريق من الطلاب بعد عليهم المسير وشق عليهم السفر. المشكلة أن الصندوق ينظر إلى علاقته مع الطلاب في إطار (بوليسي).. الصندوق أعد ميزانية طارئة بقيمة ثلاث مليارات جنيه لتقسيم مجمع البركس بجامعة الخرطوم إلى عدد من الوحدات حتى يسهل السيطرة على الطلاب.. الخطة تعتمد على تعلية الأسوار، ونصب كاميرات المراقبة وشراء بوابات الكترونية من خارج السودان. المكون الخارجي لخطة الصندوق يأتي عبر تكوين حرس جامعي من أفراد الشرطة.. الحرس الجامعي الحالي جهاز مدني ينتهي نسبه إلى إدارة الجامعات.. عسكرة الحرس الجامعي يعني إطلاق يد وزارة الداخلية في الجامعات السودانية.. مثل هذا السيناريو حدث في مصر الشقيقة ونتجت عنه كوارث عديدة. الطلاب في السودان متحمسون للغاية.. مقالة عن بيع الواقي الذكري جعلهم يحطمون صيدلية.. دخول الشرطة لجامعة الخرطوم أدى لإغلاق الجامعة.. طلاب الجامعات في السودان لا يصلح معهم هذا الأسلوب الخشن.