طارق عبدالرحيم [email protected] سيظل النيل والنخيل شاهداً على الرصاص القاتل الذي إجتاز حاجز الصوت وإستقر في أجسادهم التي توسدت شلال كجبار لتظل شاهدة على مواتهم ولكن هل يسكت الرصاص صوت الحق ؟، لو أن هنالك أحد يحق له التمرد على حكومة المركز وحمل السلاح لقلع الحقوق لكان أولى بذلك أبناء الولاية الشمالية ولكنهم مقتنعون تماماً أن ألسلاح لا يحل قضية والدليل على ذلك عندما وقف أبناء المحس معارضين قيام سد كجبار وإنطلق الرصاص صوب أجسادهم ليرديهم قتلى تعقدت بذلك المشكلة ، وكان تمرد أبناء الشمال في شكل تمرد على الوضع الإقتصادي بالهجرة والتحليق خارج سرب الوطن لمئات من الأعوام التي مضت لم ينتظروا أي من الحكومات التي تعاقبت على السودان لتمد لهم يد التنمية والإعمار بل ظلوا في حالة هجرة مستمرة تمرداً على وضع أنهكهم تحملة لمئات الأعوام وظل الوضع على ماهو عليه من ضعف في التعليم و الصحة وكل الخدمات ، وكان أبناء الولاية الشمالية المصابون بلعنة الغربة ومازالوا وبالأخص في مناطق( المحس والسكوت والدناقلة و الحلفاويين) في حالة دعم متواصل لأهلهم وظلوا وسيظلوا هكذا لايرجون من أي حكومة ستأتي أن تمد لهم يدها لتعاونهم رغم أن ذلك من حقوقهم ولكنها العفة والأنفة ,وبالرغم من ذلك لم يتركوهم لحالهم المائل والبائس حيث أن حالهم مثل حال القطة التي جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث المرأة التي لم تدعها تأكل من خشاش الأرض وحبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار وهم أسوأ من ذلك حيث أن بعض الأفندية في لحظات الأنس والنشوى وربما إصطياد بعض الجنيهات لشبكات جيوبهم قرروا أن يقوموا بإنشاء خزان في كجبار وهم أبعد ما يكون معرفة بحال المكان والإنسان بتلك المناطق ، عجيب أمرهم تدثروا في عباءة( نحن نريد التنمية) ، وهي عبارة في ظاهرها التنمية وفي باطنها التهلكة يريدون تنميتها بإنشاء خزان سيغرق الآف الأفدنة ويلقي بإنسان تلك المناطق للتشرد والتهجير مثلما حدث لأبناء حلفا عند قيام السد العالي ، العارف والخبير بتلك المنطقة هم سكانها الذين رفضوا قيام السد لعلمهم التام بأن قيامة تعني التشرد وفقدان هويتهم المكانيه لأن طبيعة المكان هنالك عبارة عن شريط على النيل تحيط بجانبية جبال خلفها الصحراء . هذه المناطق التي سوف تتعرض للغرق في بحيرة السد حال قيامه ,غنية بالمعادن وبالأخص الذهب ,كما أنا آلاف من الأعوام قبل الميلاد حيث الكثير من آثار ممالك النوبيين الذين يعتبروا من أوائل البشر على سطح الكرة الأرضية سوف ينطمر هذا التاريخ تحت الماء . نقطة أخيرة أضعها لنهاية هذه السطور أنني مع قيام السد عندما لا تُراق من أجله الدماء وعندما لايُشرد الآف الأسر وعندما لا يُحرق لأجله النخيل في منطقة (فريق) ، وعندما يتوقف الأفندية الذين لا يهمم سوى تغزية أرصدتهم في البنوك بعرق الذين يحملون معاولهم وقطعة (قراصة ملفوفة بى قطعة قماش) يخرجون في زيف الشتاء يزرعون الأرض التي لا تعود ملكيتها لأي حكومة ولكنها ملك الأجداد من بعانخي وحتي محمد فقير ذلك الصبي الذي خرج من رحم أمه بعد أكثر عشرة أعوام زواج من والده (التربال) فلا أخ قبله ولا بعده في مناهضة مشروع سيشردهم فلم تخطئه الرصاصة التي إجتاذت صدره وذهبت لتستقر هنالك حيث شلال كجبار ويتوسد والده و والدته فجيعة إبن إنتظروه لأكثر من عشرة أعوام. قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) صحيفة الجريدة