مناظير زهير السراج [email protected] الجيب .. بأى ذنب فُصلت ؟! * اليوم 29 فبراير 2012 هو نهاية المهلة التى حددتها محكمة ربك فى القضية رقم ق م | 541 لمصنع النيل الابيض للاسمنت ( اسمنت ربك، سابقا) لتسديد مستحقات المعاشيين الذين انتهت مدة خدمتهم فى عام 2003 ورفضت ادارة المصنع تسديد مكافأة نهاية الخدمة لهم وظلت ترواغ فى المحاكم وتتغيب عن الجلسات وعندما تحضرلا تفعل شيئا سوى المطالبة بالتأجيل، ولحرص القاضى على تطبيق العدل كان يتجمل بالصبر ويوافق على الطلبات الى ان نفذ صبره ورفض طلب التأجيل الخامس عندما رأى انه ليس إلا محاولة فاسدة لاعاقة سير القضية ..!! * ثم كان بعد ذلك ما كان من اصدار حكم لصالح المعاشيين إستأنفته إدارة المصنع عدة مرات ولكن كان الحكم يأتى ضدها فى كل مرة إلا انها ظلت تماطل فى الدفع رغم ضآلة حجم المبلغ وتآكله خلال السنين الطويلة التى وصلت الى حوالى عشر سنوات منذ نهاية فترة عمل المعاشيين ومطالبتهم بحقوقهم التى لم يأخذوها حتى اليوم ( 29 فبراير 2012) وهو نهاية المهلة التى حددتها المحكمة ليتسلموا حقوقهم او تحجز على ممتلكات المصنع بما يساوى هذه الحقوق واتخاذ إجراءات أخرى، وها نحن ننتظر .. إما إرادة القضاء أو نفوذ المصنع .. !! * هذه الادارة الظالمة التى تستغل نفوذها وسلطاتها لحرمان العاملين من حقوقهم واكل اموالهم بالباطل،وإعاقة أحكام القضاء والاستهتار بها ب( قوة عين ) تحسد عليها، لم يكفها الظلم الذى اوقعته طيلة عشر سنوات على نفر قدموا اغلى سنوات حياتهم للمصنع وأدوا ما عليهم من واجب تجاه اسرهم ومجتمعهم، ولكنها قامت بكل جرأة وتعسف وتجرد من الشفقة والرحمة والانسانية والعدل بفصل الموظفة المسؤولة عن التأمينات الاجتماعية بالمصنع ( الجيب حسن بدوى ) من عملها وهى تحسب انها بذلك تنتقم منها وتقطع رزقها ليس لسبب او ذنب ارتكبته سوى الوقوق مع الحق وشهادتها لصالح المعاشيين .. وكأنها تريد منها أن تتخلى عن ضميرها حفاظا على وظيفة او طمعا فى ترقية او جريا وراء مال حرام، ولكن هيهات فلقد لقنت ( الجيب ) إدارة المصنع الطاغية درسا فى الشهامة و( الرجولة ) والأخلاق السودانية الأصيلة التى لا تخيفها السلطة االغاشمة ولا يسيل لعابها المال الحرام .. فانعمى يا ( جيب ) يا ابنة الشرف والعز والاخلاق الحميدة والقيم السودانية الاصيلة بوقوفك مع الحق ونصرتك للمظلومين وجرأتك على الظالمين، وتأكدى أن ما فعلته لن يضيع ابدا ما دامت بلادنا تذخر بأمثالك من الشرفاء الأحرار والشريفات عزيزات النفس مرفوعات الرأس التى لا يحنيها سلطان جائر أو يديرها بريق مال ..!! * اليوم ننتظر من عدالة السماء قبل عدالة الأرض أن تقتص لمن ظُلموا عشر سنوات كاملة وترد حقوقهم الضائعة وتدخل البهجة فى نفوسهم ونفوس أسرهم ، لا بعودة الحق المغتصب فقط ، ولكن بانتعاش الأمل بحتمية انتصار الحق على الباطل مهما طال الزمن وتطاول الظالمون فى البنيان ..!! الجريدة 28 فبراير 2012