[email protected] أعتذر للقارئ الكريم للتوقف مضطرا عن المواصله فى الموضوع السابق (لم يعملوا للوحده ولم يستعدوا للأنفصال) بسبب أمرين هامين لذلك ورغم اختلافهما أطرحهما مع بعض فى هذا المقال . (1) مساء الأمس وخلال برنامج تلفزيونى على قناة CBC المصريه الذى يقدم المرشحين المصريين المحتملين للرئاسة المصريه على الطريقه (الأمريكانيه) بطرح أسئله حرجه عليهم من بعض النخب والمثقفين والأكاديميين المصريين، حتى يتعرف الناخب المصرى على قدراتهم فى المجالات المختلفه وهل يصلحون لرئاسة مصر، كشف المرشح (السلفى) حازم ابو أسماعيل عن معلومه هامه ذكر فيها أن وزير الزراعه المصري صرف النظر عن مسألة الزراعه فى السودان التى روج لها نظام الفساد السودانى وأعلانه عن منحه مصر مليون و250 الف فدان لزراعتها فى الأقليم الشمالى، وهذا ما اثار الغضب والغبن فى صدور شرفاء السودان، لأنهم يدركون بأن نظام الفساد السودانى لم يتقدم بتلك (المنحه) من أجل عيون مصر وأنما لشراء موقفها الرسمى والشعبى والفوز بدعمها ومساندتها ضد (ثورة) السودان التى تختمر فى الصدور البعض وتشتعل نيرانها فى جبال النوبه والنيل الأزرق وبعض مناطق دارفور .. ولذلك فالنظام يترنح ويتهاوى ويتخبط، وبدلا من مواجهة مشاكل وطنه ومواطنيه يسعى لشراء مواقف الآنظمه الأخرى بأراضى السودان وثرواته وهو يعلم بأنه غير ناج من رياح الثورات التى هبت على المنطقه. فاذا صح هذا الخبر الذى يبدو أنه صحيح، فالمرشح اضاف بأن مصر لديها اراض شاسعه غير مستغله زراعيا فى سينا وتوشكى وليس فى حاجه لزراعة أراضى السودان، فشكرا جميلا .. لوزير الزراعه المصرى الذى يعلم دون شك أن الموطان السودانى ليس كسولا كما روج واشاع (رئيس) نظامه، وكلما فى الأمر أن النظام يتعامل مع الشعب السودانى على طريقة (جوع كلبك حتى يتعب ويتبعك) وهذا ما سوف نتعرض له فى الجزء الثانى من هذا المقال. والنظام يعلم بأن ثورات التغيير فى السابق كان يفجرها العمال والمزارعين قبل أن يفاجأ العالم بالشباب والطلاب بفضل التكنولوجيا الحديثه والدور الهام الذى لعبته شبكات التواصل الأجتماعى، فى قيادة الثورات الأخيره .. لذلك عمل النظام الفاسد فى السودان على حرمان اى مواطن سودانى فى أى مجال، لا ينتمى له ولا ينافقه أو يركع له، من فرصة الحياة الكريمة المريحه فى أدنى درجه، حتى لا يشارك ذلك المواطن فى التغيير ويبقى مهموما ومنشغلا بتوفير لقمة عيش اطفاله وفى مقدمة هؤلاء الذين حاربهم النظام طبقة العمال والمزارعين. . . . (2) اما بخصوص الرساله الهامه والعاجله الموجهة للصحفى (عثمان ميرغنى) الذى أعلم بأنه كان من الكوادر الشبابيه (الأسلامويه) المخلصه لهذا النظام فى بدايته وساعده ودعمه بقلمه وبغير ذلك، ولا أظنه أبتعد أو تخلى عن النظام بالكامل كعادة (قدامى) الأسلامويون .. لكن الأمانه تقتضى الأعتراف بأنه فى الآونه الأخيره ظل يواجه فساد النظام ويكشفه حتى تم ايقاف صحيفته (التيار) قبل عدة ايام ثم أعيدت مرة أخرى. لكن من يحارب الفساد على ذلك النحو الشرس، هل يقبل بفساد فى صحيفته حتى لو كان بعيدا منه؟ وهل يرضى عما يحدث من أحد مراسليه فى الخارج فى زمن اصبحت تتمائز فيه الصفوف والمواقف؟ ونحن فى السودان عرفنا بكراهيتنا الشديده (لقطع رزق) الآخرين مهما كثرت اخطائهم وتجاوزاتهم، لذلك توقعنا الا يستمر نظام الأنقاذ وأن يتعرض للكثير من المحن ولابد أن يسقط فىة النهايه سقوطا شنيعا لأنه (قطع رزق) الكثيرين وغالبيتهم من الشرفاء، لا لشئ سوى أنهم رفضوا أن يبيعوا انفسهم وضمائرهم بدراهم معدوده. لكن السكوت عن جريمه ترتكب فى حق الوطن خاصة فى المجال الصحفى والأعلامى، فهذه مشاركه فى تلك الجريمه وبصوره أكبر من قطع الأرزاق. وملخص الموضوع .. أن مراسل تلك الصحيفه فى القاهره يعلم الجميع فى مصر بأنه لا علاقه له بالعمل الصحفى من قريب أو بعيد وكلما فى الأمر أن (صحفيه) سابقه كانت تراسل احدى الصحف المحسوبه على النظام ، استخدمته (كمصور) بالقطعه لمساعدتها فى التصوير وقد كان حتى وقت قريب جدا يحمل ملف لجوء سياسى ويحصل على دعم من المنظمات التى تدعم اللاجئين!! اضافة الى ذلك فأختياره لم يكن عبثا من جانبها أو لمجرد (مساعدته) وأنما لأنها تدرك بأنه لن يشكل خطرا عليها ويلا يمتلك القدره فى أن يحل مكانها كما يفعل الكثيرون حينما تحين لهم الفرص. والكل يعرف هنا بأن ذلك المراسل (شبه أمى) ويخطئ املائيا ونحويا فى كل كلمتين يكتبهما فى عباره لا تزيدعن ثلاث كلمات !! المهم فى الأمر بعد أن أبتعدت تلك (الصحفيه) لأسباب مختلفه عن تغطية اخبار السفاره والمؤتمر الوطنى وضيوفهما وحققت ما تريد، حل ذلك (المصور) المساعد مكانها، واصبح يقوم بذات الدور (صحفيا) للسفاره ومقربا منها، ويهتم بنقل الأخبار بصوره عير مهنيه أو أحترافيه وبالطريقه التى ترضى المسوؤلين فى السفاره والمؤتمر الوطنى ، خاصة فى الفتره الأخيره. ومن عجب فأنه حصل على (القيد) الصحفى بعد أستخراجه لجواز لا أدرى أن كان (دبلوماسيا) أو (عاديا) وخلال ايام معدودات .. مع تحفظى على أهتمام أى صحفى بنيل (قيد) يضعه على معصمه من أى نظام مهما كانت المبررات، فالصحفى قيده قلمه وضميره ومن يقرأون له. واذا كان (عثمان ميرغنى) جاد فى محاربة الفساد فعليه أن يحقق فى كيفية نيل هذا (المراسل) شبه الأمى والفاقد الثقافى على (قيد صحفى) يرسب فيه كثير ممن يفوقونه علما وخبرة وثقافة داخل السودان، لأن النظام لا يحتاجهم والأرزقيه بعدد حبات الرمال. وبما أن طموح الأنسان خاصة (المتسلق) لا تحده حدوده، فقد أتجه ذلك (المراسل) الى جانب أخطر من ذلك كثيرا ولا علاقه له بالعمل الصحفى حيث أصبح يجند (العملاء) للسفاره السودانيه ويقنع الناشطين السياسيين واللاجئين السودانيين لكى يغلقوا ملفاتهم ويتوقفوا عن معارضتهم مقابل الحصول على جوازات سفر وتسهيلات أخرى، حتى اصبح (المعارضون) الشرفاء لا يثقون فى بعضهم البعض! وهل يعتقد (عثمان ميرغنى) أن هذا العمل يتم بدون مقابل، وهل يقبل وهو يحارب الفساد (بمراسل) من هذا النوع؟ بل ما هو أعجب من كل ذلك، أن أحد الصحفيين القدامى فى مصر زارنى فى مكان تواجدى المعتاد مساء يوم من الأيام وقدم لى دعوه خجوله للمشاركه فى تجمع للصحفيين والأعلاميين السودانيين بمصر، من أجل تأسيس اتحاد فرعى للصحفيين السودانى بالقاهره ، فأعتذرت له وقلت له انا معكم اذا كنتم سوف تؤسس رابطة أو اتحاد للصحفيين والأعلاميين السودانيين، لا علاقة له بالنظام الفاسد ، لكنى لا يمكن أن اشارك فى اتحاد يحصل على مشروعيته من اتحاد (تيتاوى) المحسوب على النظام أو أن يتأسس ذلك الأتحاد تحت رعاية واشراف المستشار الأعلامى بالسفاره السودانيه الذى ساهم فى تزوير الأنتخابات الأخيره والتى كانت سببا فى انفصال الجنوب. والأتحادات والنقابات الصحفيه التى تحترم نفسها ورسالتها (رئيسية) كانت أو (فرعية) لا يمكن أن تؤسس برعايه وهيمنة من النظام حتى لو كان نزيها وديمقراطيا، ولدينا خير مثال فى نقابة الصحفيين المصريين التى تأسست بعد سقوط نظام مبارك. وصدق توقعى فقد أنعقد جمعهم وبمشاركه من صحفيين وأعلاميين قدموا لتوهم من السودان للمشاركه فى تلك المهزله، وتم أنتخاب (مراسلكم) الذى لا علاقة له بالعمل الصحفى ولا يمتلك خبرة وذرة من ثقافة ، لكنه يعرف كيف يدخل مكتب السفير ومساعديه المغلق أمام (المرضى) بالسرطان والفشل الكلوى، بدون أذن أو مواعيد مسبقه أو حاجه لواسطه أو(كفيل) اسلامى .. تم انتخاب (مراسلكم) شبه الأمى فى تلك الأنتخابات التى جرت على طريقة (المؤتمر الوطنى) أمينا عاما للصحفيين والأعلاميين السودانيين بمصر، فيا للفضيحه ويا للمهذله وياللعار. فهل يعلم الصحفى (عثمان ميرغنى) الذى يحارب الفساد كل هذا وهل يقبل به، أم أن الأخبار التى تصله من (المراسل) عن السفاره والمؤتمر الوطنى وضيوفهم فى مصر، أهم عنده من قضايا الفساد التى يكشفها، وهذه قضية فساد أكبر، فالنظام لا يهتم بالمواطن السودانى فى الداخل لكنه يهتم بشراء الأرزقيه وأنصاف المثقفين ويغدق عليهم المنح والعطايا، خاصة اذا كانت لديهم علاقه بأى شكل بالصحافة والأعلام.