[email protected] ((... من الجنة والناس)) صدق الله العظيم. أعاذنا الله و إياكم وجميع المسلمين. آخر آية من رب الناس عز وجل للإنسان في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وصية للاستعاذة والحذر من الشيطان عليه لعنة الله الذي ينفث وساوس الشر في صدور الناس بسلاسة؛ حتى انه يمكن أن يجرى مجرى الدم من الإنسان كما اخبر المصطفى صل الله عليه واله وسلم؛ ويأتي من باب الخير بطلاقة فينفذ الإنسان مآربه بكل عفوية وسذاجة. وقمة الغواية والمكر والتضليل في أن يحسب الإنسان انه ممن يحسنون صنعا. فغرض إبليس عليه اللعنة واضح وصريح ومعلن ولكنه يأتي في غلاف مبطن وخلاف ما يظهره محاولا مرارا ليكسب رهانه الخسران مع الجبار ذو الجلال والإكرام. ومن أسهل وسائله لذلك زرع الفتنة وتعقيد الإسلام وتشديده لإبعاد الناس من فطرتهم وتوسيع دائرة التضليل حتى لا يعرف الناس طريق الهداية والمسلمون أنفسهم طريق الدين الحنيف وإطاره من حرية وكرامة وعدالة ومساواة إلى التخلق بسلوكه من تمام مكارم الأخلاق. ولهذا يستخدم اللعين بعض من وجد فيهم ثغرة من المسلمين. فليس لدى أدنى شك بأن الجماعات التي قرنت الإسلام باسمها واتخذته أقوالا وليس أفعالا وقعت في الفخ والشرك الذي نصبه إبليس اللعين ليجد الشيطان ضالته فيهم. ألم يقل أن خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين. بسب التكبر وعدم التواضع. ولذلك هذه الجماعات لن تفلح وتمارس سر نجاح الدولة أو العدل لأنها ترى نفسها والتابعين أو الموالين لهم، ومن يسمون أنفسهم إسلاميون، أحق بالرعاية والعناية ممن يكتفى بأنه مسلم فقط أو من الشعب. فهي تعطى مثالا سيئا للمسلمين والإسلام عموما بإتخاذها نفس نهج اللعين. فقد سموا أنفسهم إسلاميون لأنهم يريدون التميز بهذا الاسم ولكن الأفعال تنافى ما ألصقوه!. والأدهى إنهم يستخدمونه في بيئة المسلمين الذين لم يعي الكثير منهم أنهم مزايدون عليهم ليس إلا لغرض، و الأْمَر انعكاس ذلك كمثال سيئ وسلبي على الإسلام لكافة الناس الآخرون الذين يبحثون عن الدين القّيم ويفكرون باعتناقه. إنتقدت موضوع الإسلاميين فى عدة مقالات سابقة ولن أكرر: ما هو الذي قدمته تلك الجماعات للإسلام ومجتمع المسلمين. سؤال سأظل اردده ولن أجد له إجابة. وستظل تتقاذف الأسئلة كالحمم على جبل جليدهم الغامض محاولة إذابته ولكن الأسئلة هى التى ستذوب تاركة الجبل يدع الحليم حيران. ولهذا لابد من فصل الدين المقدس عن ما يفهمه البشر عن الدين ويفعله من تصرفات. فمثلا إذا انتقدت الإسلاميين أو حركاتهم ليس معناه أنى انتقدت الإسلام، أو إذا انتقدت اى مسلم عادى. فمهما كانت التصرفات يجب أن تحسب على الشخص وليس على الدين القيم. وعلى كل، إتباع إبليس ليس مبرر لإلقاء الملامة عليه فى النهاية، فكل إنسان يحاسب بما يقترف. فاللعين سيهرب وينكص على عقبيه ويقول إنى برئ منكم إنى أخاف الله والله شديد العقاب. وهذا يقودنا لمأساتنا مع الكيزان الذين برعوا في استخدام الدين لمصلحة تسلطهم وتحكمهم بخلق الله الآخرين وان كانوا مسلمين أمثالهم. جاءوا بالباطل وأحلوا الكذب والخداع والتستر على المجرمين والفاسدين فظهر الفساد والفشل فى البر والبحر. فهذا من طرف دولاب حكمهم فقط. فمنذ 23 عاما وذاك الإنقلاب المشئوم وبعدها التمكين اللعين رأينا العجب العجاب باسم الإسلام. ومن قبل ذلك في عملهم السياسي الذي كان أقذر وأنتن حيث السيخ والجنازير، إلا نعمة الله مثل السندويتشات والعصائر. عموما استخدموا كل الوسائل وجغمسوا الديمقراطية حتى يفسدوها لأنهم نووا الإمساك والقفز على الحكم مسبقا وعنوة بأى وسيلة. ومن قبل ذلك دخلوا على الديكتاتور نميرى وزينوا له فكرهم المنحرف وأفقهم الشاذ عن الإسلام فكانت النتيجة... أي لنا أكثر من ثلاث عقود ونحن تحت وطأة قيدهم الجبري الوثيق ونرزح تحت رحمة شيطانهم. وبعد هذه السنوات العجاف من كل النواحي من التسلط القسرى والتمكين القهري باستئثارهم بالسلطة ونهب خزانة الدولة لمصلحتهم يخرجون علينا بالمقالات والمذكرات والإصلاحات محاولين تبرير ما حدث وتبرئة أنفسهم من أنهم لم يحكموا..!! يريدون وضع نقطة في نهاية مقطع مسرحية الإنقاذ ليبدءوا فى صفحة بيضاء كتابة سطر لفصل سمج جديد من كتاب تاريخهم الذى لن يكون إلا كتاب أسود. وغير ذلك أيضا قد انقسموا، فبات جزء منهم يقنص في المعارضة التي شقوا صفوفها شقا بكل الوسائل الخبيثة بالشراء والإغراء مما جعلها هزيلة وأقرب للحالات التى يجب أن يرثى لها. وفوق هذا ينتظرون معها لحظة الانقضاض على الحكم ثانية بعد زوال حكمهم/الإنقاذ. بت مصدقا بجزم أن الكيزان والإسلاميين عموما صنيعة القوة الغربية التي من ورائها الصهيونية التي يزكى مسيرتها إبليس اللعين. فوضعوا اللبنات الأولى لهذا البناء لرص المخدوعين كالبناء المرصوص لكن ضد الإسلام. يريدون التفرقة فهى واقعة ويريدون الفتنة فهى حادثة ويريدون النقسيم فهو جار على قدم وساق. فلذا لدى إيمان عميق بأن الكيزان مافيا أو لوبى يتحكم بالخفاء فى مسار السياسات وتحويرها لصالحه. فالكيزان الذين نراهم من الترابى والبشير ونافع وحتى الجماعات الإسلامية الأخرى التى ولجت السياسة فهم ليسوا لوحدهم، بالطبع فمن ورائهم رصفائهم بالخارج من الجماعات المشابهة والتي أتى بها الربيع العربي والذي أصبح ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع الحرية والكرامة والعدالة والمساواة. فهذه الجماعات ستمد يد العون وتحاول رأب الصدع بين كافة الجماعات الإسلامية المختلفة فى السودان. فهم يتبادلون الزيارات ويحاولون تقوية شوكتهم على الشعب وزرع الثقة الخداعة بالقبض عليه بكماشة شياطانية أخرى وهو منشغل بمتابعة لعبهم على حبال إبليس. ولا أخفيكم تشائما بأني لست متفائلا فى أن الوضع لن يتغير بزوال الإنقاذ. ولن أجاريكم عطفا لأن حسب وجهة نظري أننا سائرون لنخدع ونلدغ من جحرهم مجددا لأننا كمجتمع لم يعي كاملا طبيعة الإسلاميين الحربائية ولم يفكر كامنا بالمآلات التى ستحاق بالمجتمع من جراء فتنة الدين التي يجروننا إليها جرا. فمن الممكن أن يُطعم الكيزان أنفسهم بإسلاميين آخرين هم أشد تشددا و قسوة ليبينوا أن حقبة الإنقاذ الماضية كانت خطأ و انحراف عن نهجهم. فإذا لم تعم معرفة سديدة بلا إله إلا الله وقيمتها والإسلام كدين الفطرة القيم، دين المسلمين وليس الإسلاميين فحسب، لن تحدث ثورة وعى فى المجتمع للسير فى طريق السلوك والأخلاق ولن ينتبه للخطر المحدق به ولن نفتك من قبضة اللعين. وستظل أجيال وراء أجيال تضيع من الشعب الفضل المظلوم والوطن المكلوم تذهب لمبادئ الإسلام لبحر الحرية والعدالة والمساواة وترجع عطشى حاملة خف كوز. فقد تذكرت المثل "خفى حنين" فى هذه السانحة. ذلك التاجر الذى ذهب الى بلدة ويحمل تجارته معه ليعود غانما. فتعرض للسرقة بسب عدم وعيه وحصافته وبساطته، ففقد كل ما لديه ولكنه كان قد اشترى "حذائين" من احدى الاسكافيين يسمى حنين. فعندما عاد سألوه اهل القرية بما عدت: قال عدت لكم بخفى حنين. فهل سنعود مرة أخرى بخف كوز أو كوزين أم سنبصر ونعى أصل الفتنة المراد ومصدر مصائبنا قبل ان نصل الى ذاك المثل: على نفسها جنت براقش.