رّة أضحك ومرّة أبكي!! حسن وراق § التحق العامل حسن الطاهر في وظيفة مساعد نجار بمصلحة الاشغال التي تعرف الآن ب (التخطيط العمراني ) بالحصاحيصا منذ 1981 (31عام) كان مثالاً يحتذي به في الانضباط رغم انه معاق يعاني من الصمم منذ ولادته . لا يعرف الكتابة والقراءة ويستعين بذكائه الفطري في الفهم والاستيعاب السريع. تبدأ معاناته بحلول مطلع كل شهر في رحلة الي مدني لاستلام راتبه واحيانا كثيرة يعود بخفي حنين . § بلغة الاشارة التي لا أنكر معرفتي بها ، جلس الي طويلا يبث شكواه بطريقة درامية تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا، في كثير من الاحيان ينطق بعض الكلمات بوضوح ومن اكثر الكلمات التي يرددها عبارة (حكومة ) و ( حرامية ) و (جبهة ) و ( كلام فارغ) . قضي طيلة عمره يحلم بالزواج ولكن حلمه مرتبط ببناء سكن في الارض التي ورثها عن والديه والتي قام بتسويرها فقط . § عندما سألته عن راتبه لم اصدق ما قاله حتي اصطحبته معي للتأكد من رئاسة مصلحته في وادمدني وفي مدخل وزارة الاشغال بمدني مجموعة من العمال يتسامرون في انتظار وصول المرتبات وجميعهم في حالة تذمر من تأخر الرواتب التي (لا تسد فرقة ) ولكنه حق وعندما سألتهم عن اوضاعهم جميعهم وبصوت واحد قالوا انه لا توجد مصلحة للاشغال تم تصفيتها ونحن الآن مجهولي المصير تم تسكين الجميع في درجة واحدة بدون ترقيات او علاوات . § ذهبت مع صديقي حسن الطاهر لمعرفة راتبه فكانت المفاجأة من واقع الدفاتر تقول أن مرتبه الاساسي 146 جنيه ،علاوة غلاء المعيشة 62ج وبدل السكن 31ج وبدل ترحيل 36 ج وبديل نقدي 18جنيه اما استقطاعته الشهرية 22جنيه جاري معاش 10ج صندوق معاشات ،15 جنيه صندوق خيري ،11ج تامين صحي ،2 جنيه دمغة جهاد، 6 ج دعم طلاب ،صرح عمال ، وشيكان . 5ج اتحاد عمال، 3 ج (مرحمة) ، 46ج مواد تموينية لم يستلمها. راتبه الشهري مع منحة الرئيس 273 ج فقط. § سألت الموظفة المسئولة ، كيف أنهم يستقطعون 46 جنيه شهريا لمواد تموينيه لا وجود لها ولم يتسلمها (ابوعلي ) وماهي المرحمة التي تستقطعونها و ما علاقته بدعم الطلاب وصرح العمال الذي اكتمل منذ اعوام ولماذا يدفع لشيكان وللتأمين الصحي في ذات الوقت ولماذا يدفع جاري معاش وصندوق معاش وصندوق خيري47 جنيه شهريا وبأي حق تستقطع 5 جنيهات لاتحاد عمال لا يدافع عن قضايا العاملين؟ لم تجد الموظفة ما تقوله سوي رفع كتفيها نحنا (مأمورين) . تذكرت كلمات .(ابوعلي) الاربعة التي ترجمتها تقول (حكومة الجبهجية حرامية وكلام فارغ). وشر البلية ما يضحك. الميدان
