حديث المدينة كشف الأوراق..!! عثمان ميرغني افتقدنا عمودين في صفحتنا الأخيرة.. أحدهما انتقل إلى الزميلة آخر لحظة.. الأستاذ عبد الباقي الظافر.. ولا حرج في ذلك فمن سنن الحياة التغيير.. والثاني (أجندة جريئة) لصاحبته الأستاذة هويدا سر الختم والذي يعود إلى موقعه غداً السبت بإذن الله.. قوياً كما كان.. وستعود الصفحة الأخيرة بكامل أعمدتها (وربما زيادة).. مع مطلع هذا الأسبوع بعون الله. والحقيقة التي قد تكون مفاجأة لكثير من القراء.. أن صحافة (التيار) لم تبدأ بعد.. كل الذي أنجزناه في العامين ونصف منذ صدورها لأول مرة في 17 أغسطس عام 2009 وحتى الآن هو مجرد (المناظر) كثير من الأفكار المستحدثة في عالم الصحافة لا تزال حبيسة ال(لابتوب) لم تخرج للتنفيذ.. فالحياة مراحل. ومع ذلك.. وبشهادة زملائنا الصحفيين.. في كل الصحف.. قبل القراء.. سطرت (التيار) نمطاً جديداً في الصحافة السودانية.. خاصة في التحقيقات الداوية التي نشرتها على مدار عمرها الذي لم يبلغ سني الفطام.. وكنا نسعد كثيراً عندما نرى الصحف الأخرى وهي تتقطع أنفاسها هرولة وراء النماذج التي تقدمها (التيار) في محاولة لاستنساخها.. ويكفينا شهادة أحد زملائنا من الصحفيين الأفذاذ (في صحيفة مرموقة لا داعي للإشارة إليه بالاسم) قال لنا: إن ما أنجزته (التيار) جعل الصحافة الأخرى بلا طعم.. وهي شهادة نعتد بها. ولو استرجع القراء بعض (العمليات) الصحفية التي قامت بها التيار لوجدوا أنها سجلت رقماً مميزاًًً في التأثير على الواقع المعاش.. كثير منها وجدت الاستجابة من الجهات الرسمية .. وساهمت في تغيير حياة المواطن السوداني إلى الأحسن. دعوني أكشف لكم بعض أوراقنا.. قررنا في متن الأسبوع القادم بإذن الله تنفيذ فكرتين جديدتين على الصحافة السودانية.. الأولى سبق لي هنا الإشارة إليها.. وهي تأسيس مجلس التيار.. الذي يتكون من شخصيات مختارة من القراء بعناية لتمثل ألوان المجتمع أفقياً ورأسياً ليصبح هذا المجلس هو الحاكم للسياسة التحريرية.. نريد توسيع فكرة أن (التيار) صحيفة يحكمها ويحررها القراء.. فهذا المجلس الذي وضعنا له لوائحه وأهدافه سيكون متحكماً في صياغة السياسيات التحريرية والرقابة على تنفيذ الأهداف الصحفية. أما المفاجأة الثانية .. (محكمة التيار).. وهي محكمة فيها قضاة ومحامون ومتهمون.. ولها نيابة خاصة تحقق وتتحرى في القضايا.. وتتولى تمثيل الاتهام أمام المحكمة.. أعمالها تحرٍّ في الهواء الطلق.. مهمتها محاكمة الوقائع والأحداث الراهنة، والتاريخية على حد سواء.. والهدف منها استخدام أسلوب توثيقي وتمثيلي في الاستقصاء وعرض وجهات النظر في القضايا الحالية.. والتي حدثت في تاريخنا السياسي المعاصر.. وسيتاح للجمهور مشاهدة المحاكمات مباشرة بل والمشاركة في هيئة المحلفين لتبرئة أو إدانة القضايا التي تعرض أمامهم.. في (محكمة التيار). أما الثالثة.. فاصبروا عليها قليلاً.. لن تصدقوها.. حتى تروها.. التيار