... د.حامد موسى بشير [email protected] لا تخف .. لا أريد أن أشتمك أو أتحدث بسوء عنك بعد فعلتك الشنعاء حين وصفت السودانيات بأنهن قبيحات.. فأنت قد نلت كفايتك من الشتم والسباب ... أنا فقط أريد أن أحكي لك حكاية... لا تندهش ... سأحكي لك عن صديقي (هاني)... صديقي هاني هو السوداني الوحيد – حسب علمي – الذي يقتنع إقتناعا تاما بما قلته ، بل وغلا في ذلك غلوا كبيرا حين أضاف : - ما قبيحات وبس ديل قبيحات وضعاف وما عندهم رومانسية وعاملات زي عيدان الكبريت فصديقي هاني – يا راغب – هو نتاج ما فعلتموه أنتم بمثلث ( القاهرة تكتب – بيروت تطبع – الخرطوم تقرأ ) ، الذي صار بفضلك وفضل أمثالك ( بيروت تنجب وتربي – القاهرة تنتج وتصور – الخرطوم تشاهد وتستمتع ) .... وصديقي هاني أخلص إخلاصا تاما لهذا القانون ، وصار عبدا في قبضة روتانا وأخواتها... بل تصور – عزيزي راغب – إنه يعتقد إن إسمه هاني هو هبة من الله لأنه مكون من الحروف الأولى لحبيباته ( هيفاء- أليسا- نانسي - يارا ) !! وحلم حياته هو السفر إلى لبنان والتمرغ في شواطئها وحين أقول التمرغ أنا اعني فعلا التمرغ ...هل رأيت يا راغب ما فعلتموه بسمعة ذلك البلد العريق ؟؟؟ أنا شخصيا كلما أسمع هذه الكلمة تخطر على بالي خواطر أعوذ بالله من ذكرها.... لهذا يا راغب سافر صديقي هاني للبنان وحقق أمنيته بالإبتعاد عن أعواد الكبريت...أقصد بنات بلده... سافرر إلى هناك وعاش كما يرغب وأرتكب مل ما يحلم به وما لم يحلم به ... سكر وزنى ولعب القمار وسرق ولم يتبقى له إلا أن يستقسم بالأزلام ويسجد للات والعزى ليتحول لواحد من كفار قريش... وفجأة يا راغب وكما يحدث لكل من يتجاوز الحدود ويذهب بعيدا في المجون ، قرر التوبة ، تاب وسافر من لبنان للسعودية وأدى فريضة العمرة وعاد منها بلحية عملاقة وخطب بنت عمه الشبيهة بأعواد الكبريت ... أنت لم تقرأ ( عرس الزين ) تحفة أديبنا العظيم الطيب صالح برغم أنها طبعت في بيروت ، لو قرأتها لبدأ لك هذا الموقف مألوفا ... هم دائما يعودون لبنات أعمامهم .. الأمر ليس له علاقة بالجمال ومقاييسه .. إنه شئ محفور في جيناتهم .. منذ ولدوا وتفتحت عيونهم على الدنيا ورأوا وجوها باسمة لأخوات وخالات وعمات.. رأوا الثوب السوداني والطرحة وشموا رائحة الصندل والبخور ... الأمر أكبر منه ومني ومنك ... فحين أحس بالظلام يتسلل لروحه كان أول ما فكر فيه هو أعواد الكبريت