خلوها مستورة طارق عبد الهادي [email protected] الوالي وحكومته والأسواق...(1) الهبة الإصلاحية التي بدت ملامحها في حديث والي الخرطوم د عبد الرحمن خضر في برنامج في الواجهة أمس الأول هي نتيجة للضغط الواقعة تحته الحكومة او المؤتمر الوطني وينبغي الإشادة بأي إصلاح إذ هدف الكتابة هو ما ينفع الناس ، ذلك الذي يخلد في الأرض ، الضغط الواقع تحته المؤتمر الوطني هو من جهتين ضغط الشعب عامة الذي أصبح يحسب له ألف حساب و ضغط الإسلاميين سواء حركة إسلامية ، مؤتمر شعبي ، او تململ الصامتين ، أهمية ما ذكره الوالي من مشاريع جديدة تكمن في إدخال فئات جديدة في الدورة الاقتصادية اذ ان بقاء فئات مستبعدة ، سوف تلقي بالطوب على الآخرين ،على الدولة إطلاق حركة المجتمع في الاستثمار وعدم الركوب على ظهره وقبل هذا وذاك! انسحاب الشركات الحكومية من السوق ، تلك التي تشوه السوق و تصعب الاستثمار ، تقارير منظمة الشفافية الدولية وتقارير البنك الدولي تضع السودان في مؤخرة البلدان من حيث الفساد وصعوبة مزاولة الأعمال التجارية نتيجة الجباية الباهظة التي تفرغ أي استثمار ومبادرة فردية للمواطن من مضمونها. نعود لحديث الوالي ونقول ان اهم سلعتين ظلتا تؤرقان ولاية الخرطوم خاصة والسودان عامة هما سلعة الدواجن والألبان ، كثير من الدول ومنها دول الخليج كمثال تقوم بدعم الأعلاف (فول الصويا لقطاع الدواجن) أي دعم أعلاف الدواجن والألبان وتوزيعها بنسب على الشركات المختصة مع توفر الكهرباء الرخيصة في مقابل العين الحمراء باتخاذ اللازم بتشديد مراقبتها للأسواق وأسعار السلع ، وسحب الترخيص من الجشعين والمضاربين وإيقاع أقصى العقوبات تجاه كل مخل أو متكسب جشع. في حين في السودان الشركات التابعة للحزب الحاكم هي التي تستأثر بالامتيازات ومع ذلك تغلي على الناس بجشع لم يعرف له السودان مثيلا في تاريخه وعلى الناس ان يعلموا ان كانوا يريدون حقوقهم ونصيبهم في إمكانيات وتجارة هذه البلاد انه بدون ضغط حقيقي لن يحصلوا على شيء إذ لا يوجد حزب حاكم منفردا سيصلح من نفسه فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. وبما ان الدولة في السودان غير قادرة على دعم الأعلاف فبالنسبة لقطاع الألبان يمكن إنتاج أعلاف الأبقار محليا ، ستكون فضيحة بين العالمين ان كنا نستوردها او نعجز عن إنتاجها ، وحتى أعلاف الدواجن (الامباز) يسهل إنتاجه في بلد زراعي من مخلفات صناعة الزيوت ، أي ان كانت هناك دول تدعم الأعلاف فان الدعم في السودان هو فقط ان ترفع الدولة جباياتها الكثيرة ، وسيزدهر الإنتاج ويصل للمستفيد بسعر مناسب ، لنركز على الألبان والدواجن ثم ننتقل تدريجيا لسلع أخرى ، ثم تطرق الوالي للتمويل الأصغر بمبلغ عشرين مليون جنيه و هذه نقلة جيدة وينبغي ان تكون بأفكار جديدة وان يتفادى الناس التقليد في الاستثمار فنحن شعب لا يحلو لنا أمر إلا إذا طرقه احدنا و نجح فيه فينتشر ذلك بين الناس بصورة مذهلة حتى يلدغ الجميع من الجحر وينهار القطاع كما حدث لقطاع النقل الشاحنات (الترلات) قبل اربع سنوات و تضرر منه المغتربون الذين ولجوا فيه وتجار الداخل وحسنا تاب المغتربون والعائدون من دول الخليج من الدخول في مشاريع من شاكلة الترلات و الحافلات والدينات والامجادات والرقشات وبعضهم عاد للاغتراب راجعا كرة أخرى إلينا في دول المهجر بعد أن لدغ من هذا الجحر ، جحر السيارات وأي شيء متحرك على أربع ، فاقتنع الجميع الآن بعدم جدوى شيء عدا العقار .. الآن الخرطوم أسعار العقارات تنافس طوكيو ولندن دون أن يحظى ساكنها بنفس الخدمات التي هناك ، أسعار العقار منتفخة لأنه لا يوجد بديل آخر اقل مخاطرة و بربح معقول ، أي استثمار آخر في شكل مصنع صغير أو أي فكرة مبتكرة أخرى ، الجبايات والضرائب ورسوم التصاديق تفرغها من مضمونها وتجعل المشروع خاسرا والوالي بالخرطوم يعلم أن رسوم التصديق والإتاوات والجبايات هي التي تجعل الرأسمالية الوطنية تفر من الزراعة في ولاية الخرطوم فرار السليم من الأجرب وإلا فليفسر لنا تكالب رأس المال حول العقار ، نعم هذا الحال حدا بالكثيرين للاستثمار في العقارات والأراضي بولاية الخرطوم ، مما قاد للمضاربة فيها ، أصحاب رؤوس الأموال السودانيين ليسوا كارهين للزراعة بل يحبونها لان اغلبهم أبناء مزارعين ولأنها عبادة بل ومربحة ومجزية إن بعدت عنها الإتاوات والرسوم والضرائب غير المنطقية وان سلم لهم فقط هامش ربح معقول مع المحافظة على رأس المال لكان حول الخرطوم الآن سندسا اخضرا ولملئت العاصمة ثمارا وخضارا ولحوما ووعدا وتمني ولكن لأن من يدخل هذا المجال يتم حلبه حتى النهاية (احلبه ثم اعلفه) ثم يلقى جيفة بعد تجربة واحدة فقط ، نجد أصحاب رؤوس الأموال لجئوا للاستثمار في العقارات وليس الاستثمار في مشاريع الإنتاج الحقيقية في الزراعة والصناعات التحويلية الناشئة عنها ، انه فقدان الثقة في هيكل الاقتصاد فيقل إقبال صغار المستثمرين على الدخول في أي نشاط اقتصادي حقيقي، فاتجهوا الى ملاذ شبه آمن تقل فيها فرص الخسارة ، فعمدوا إلى شراء الأصول العقارية وبئر معطلة وقصر مشيد... نواصل صحيفة الوفاق - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : صورة حديثة.jpg