د. محمد عبدالمنعم خضر [email protected] مدخل:- ما معنى هذا الصمت الذى لا ينتهى برغم حوجتنا الصراخ.......... متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف . أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، و اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم. ما الذي يسبب هذه الحالة؟* عندما تكون الضحية تحت ضغط نفسي كبير، فأن نفسه تبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس، و ذلك من خلال الاطمئنان للجاني، خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها و تبدو له كالشيء الكبير جداً. و في بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه، و أنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه، لذا يتعلق بالجاني. *الدولة القمعية وعلى صعيد المجتمع:- يمكن ملاحظة هذا التأثير في الأنظمة القمعية، عندما لا تملك السلطة شرعيتها من اغلبية الشعب، فتصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على افراد المجتمع، ولمدة طويلة، يطور خلالها الافراد علاقة خوف من النظام، فيصبح المجتمع ضحية النظام، ويدرك النظام هذه الحالة مع الوقت، حتى يتقن لعبة ابتزاز المجتمع. عندما بدأ العالم العربي فى التخلص من طواغيته فيما يسمي ( الربيع العربي ) كان السودان بعيدا جدا عن الثورة على الانقاذ (ليس كسلا كما يتندر علينا الخليجين) مع ان كل المعطيات تشير الى نضوج الثورة فى السودان اكثر من غيره وبيان ذلك فى التدمير التام للخدمة المدنية بسياسة التمكين .. ذهاب اكبر مشرع مروى فى افريقيا ( الجزيرة ) الى الانعاش .. بيوت الاشباح .. وصول الدولار الى اكثر من خمسة الاف جنيه ولم يتعد تسعة عشر جنيه عند استلام الانقاذ للحكم ... التدمير التام للقطاعات الحيوية (السكة حديد والنقل النهرى ) انتشار الفساد بصورة لم يسبق لها مثيل فى السودان من قبل .. انفصال الجنوب وذهابه بجل عائدات النفط والعودة لمربع الحرب بعد ذلك (ميتة وخراب ديار) ... ارتفاع جذافى فى تكاليف المعيشة واسعار السلع الغذائية ... انتشار البطالة بصورة ضخمة .... كل ذلك وغيره لم يجعل السودانيين يفكرون فى الثورة على الانقاذ بل الادهى والامر يسألونك اذا ذهبت الانقاذ فمن البديل ( وكانما الامر من يحكمنا وليس كيف نحكم ) مخرج: عذبني و زيد عذابك امكن قلبي يقسي *زي ما نساني قلبك امكن قلبي ينسي عذبني او تفنن في عمران عذابي* ما تمسح دموعي ما ترحم شبابي