إليكم الطاهر ساتي [email protected] التفكير ثم التنفيذ ... وليس العكس..!! ** السبت الفائت، تحت عنوان (هذا القرار أشتر)، إنتقدت المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم على قرار ايقاف نشاط (ملتقى الأحبة)، بتبرير (هناك ممارسات سالبة)، أو كما ورد في نص القرار..وكما قلت، هذا الملتقى بمثابة لحظة فرح على شاطئ النيل، وأضواء كهرباء أعمدة شارع النيل هي التي تكشف نشاطه الثقافي والأدبي للمارة والسيارة، وكل حركة فيه أو سكون يتم تحت سمع وبصر السلطات والمجتمع، وبعض رواده وزراء في الدولة والسواد الأعظم بسطاء في المجتمع، وإن كانت فيه ثمة ممارسة سالبة أو خاطئة يمكن تصحيحها بالنصح والتوجيه والتنبيه، وهذا خير من إلغاء كل الملتقى (بجرة قلم )..ثم تساءلت عن مقصد المدير التنفيذي بالممارسة السالبة التي لم ينتبه اليها الرواد ، ولكن إنتبه اليها المدير التنفيذي ولجنته المحلية..إن كان الغناء ممارسة سالبة، فان بيوت الناس تضج بغناء فضائيات والإذاعات ، ناهيك عن الأندية وسوح الأعراس، ولايمنعه نافذ أو متنطع..وإن كان إلتقاء الأسر - بأبنائها وبناتها - ممارسة سالبة، فأن كل شوارع البلاد وجامعاتها وأسواقها وأنديتها تضج باختلاط الجنسين، ولايفضهما نافذ أو متنطع ..هكذا تساءلت وانتقدت قرار الإيقاف ..!! ** البارحة، تلقيت عتاباً عبر الهاتف من المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، فحواه : ( وصفك للقرار بالأشتر لم يكن موفقاً، وهو ليس بقرار صادر عني شخصياً، بل هو قرار مؤسسة، ودوري فيه لم يتجاوز تنفيذه، وذلك بمخاطبة المسؤول عن الملتقى، فالقرار صادر عن لجنة محلية، وبعلم كل المسؤولين في المحلية، ولكنك إختزلت نقدك في المدير التنفيذي)، هكذا كان العتاب..ثم وضح : ( الآن تتفاكر المحلية مع المسؤولين عن الملتقى حول إيجاد مكان آخر للملتقى بشارع النيل أيضاً، والتقوا بالمعتمد الذي اقترح لهم أمكنة أخرى غير ذاك المكان الضيق، فالملتقى في ذاك المكان يعيق حركة الشارع ويسبب إزعاجاً للمارة، والأفضل هو البحث عن مكان واسع في شارع النيل أو غيره بحيث لايؤدي نشاط الملتقى الى إغلاق الشارع)، هكذا كان التوضيح..وكما وضح المدير التنفيذي، وضح أمير التلب - مسؤول الملتقى - قائلاً : ( لم يعد هناك خلافاً حول الملتقى ونشاطه الثقافي والأدبي، ولم يعد هناك ما يحول بين الملتقى والنيل، والتقينا بمعتمد المحلية واستقبلنا إستقبالاً طيباً وأشاد بالدور الذي يلعبه الملتقى في إحياء النشاط الثقافي في المحلية والولاية، ووعدنا بدعمه وتطويره، ولكنه عاب علينا عدم إختيار المكان المناسب، إذ يرى بأن أي نشاط في هذا المكان يغلق الشارع ويزعج المارة والسيارة، واقترح لنا عدة أمكنة بشارع النيل ذاته لنختار المكان المناسب، وتقريباً إخترنا، ونشكر المعتمد على هذا التعاون )، هكذا وضح مسؤول الملتقى ..!! ** لقد إعتذرت للمدير التنفيذي على تشبيه قراره ب(الأشتر)، ووعدته بالإعتذار له عن ذاك التشبيه هنا، وها أنا أفعل : ( أنا آسف جدا)، إذ كان - ولايزال - يجب الإكتفاء بقول من شاكلة : (القرار لم يكن صائباً)، أكرر أسفي العميق عن استخدام مفردة الأشتر واستبدلها بمفردة غير صائب، هكذا اعتذرت له وأوثقه هنا كما وعدته..ثم طالبته بأن يعتذر سيادته أيضا لكل رواد الملتقى والمسؤولين عنه - ولأسرهم - عما أسماها بال(ممارسات سالبة)، والتي وردت نصاً في القرار..إذ مفردات من شاكلة (الممارسات السالبة)، توحي للناس بأن هناك شئ آخر - أو أشياء أخرى - غير ( إغلاق الطريق)، وهذا إن لم يكن قذفاً جهيراً فهو إساءة لرواد الملتقى وأسرهم، ولايليق براع بأن يسئ لرعيته بمثل تلك المفردات ذات الإيحاءات غير الكريمة، وعليك أن تعتذر عنها كما اعتذرت لك عن مفردة الأشتر، هكذا طالبت، فقال بالنص: ( والله اعتذرت ليهم، وأسال أمير التلب )، ولم ولن أساله، فالمؤمن صديق، ثم هذا التوثيق يكفي سؤالاً..!! ** وعليه، تراجعت المحلية عن قرار إلغاء نشاط الملتقى بقرار تحويل مكانه لكي لايغلق النشاط الطريق العام، وهذا قرار صائب..نعم، فليكن الطريق العام مفتوحاً بحيث لايصادر نشاط الملتقى حق المارة والسيارة في استخدام هذا الطريق، وكذلك نعم لتحويل الملتقى الى مكان أرحب في شارع النيل ذاته ليواصل نشاطه الثقافي والأدبي في الهواء الطلق، وهذا حق لكل مثقف وأديب ومتلقي، وليس بمنحة أو إكرامية..ولو حافظ القرار الفائت على (هذين الحقين)، عند التفكير والتنفيذ، لما انتقدته ..على كل حال شكراً لمحلية الخرطوم على هذا ( التفكير الأخير)..ونأمل أن تنتهج الخرطوم - محلية كانت أو ولائية أو مركزية - في مقبل القرارات نهج ( التفكير أولاً ثم التنفيذ لاحقاً)، وليس العكس ..!!