هل هنالك قيم حقيقيه للمسميات المختلفه الحريه والمساواة والعداله الدوليه ومهام المنظمات والمحاكم الدوليه؟ هل ما يحرك كل هذا الزخم هو الضمير الانساني ام انها المصالح الدوليه؟ في السودان ومنذ مجئ النظام الحاكم قبل عشرون عاما ونيف ظل هذا النظام يمارس القتل ليل نهار حيث افتتح هذا النظام مارثون القتل بإعدامه لضباط 28 رمضان ثم اعدام شابين بتهمة المتاجره بالدولار ومضي النظام في طريقه حيث قتل ملايين الجنوبيين في ابادات جماعيه حيث كان سلاح الطيران يقصق القري والمدن من الجو دون ان يراعي لطفل او امراة او طاعن في السن وفي ذات الوقت كان النظام لا يتررد في قتل المعارضين في الداخل (التايه وعلي الفضل والعاص ومحمد عبد السلام ) ومئات المعارضين في الداخل ومازال يمارس ذات الجهاز القتل حتي الان وكان اخر الشهداء قبل ايام من كتابة هذا المقال ونحن هنا لم نقصد احصاء الشهداء الذين اغتالتهم الانقاذ ولن نستطيع ذلك اذا كنا نريد لان مقال واحد لن يكفي لحصر ملايين السودانيين الذين ماتو تحت قصف المدفعيه السودانيه في الجنوب وجبال النوبه والنيل الازرق وابادات دارفور ومئات الذين قتلو بالرصاص الحي وهم في طريقهم للتظاهم السلمي في كجبار وفي بروتسودان وفي الخرطوم وسواها. وطوال هذه السنوات ظل العالم صامتا وهو يعمل كل تلك التفاصيل يراقب الوضع عن كثب وبعد ان فاحت رائحة الموت بشكل يومي في دارفور خجل الضمير العالمي من الصمت وتحدث ولم يفعل شئ وكان ذلك محفزا للنظام ليواصل مجازره واباداته في جبال النوبه والان ونحن في عالم صغرته التكنلوجيا والاقمار الصناعيه تراقب ساعة بساعه القصف الطيران الحربي علي شعب الجبال هل يحتاج العالم لدليل او شهود؟ هل تحتاج محكمة الجنايات الدوليه لاثبات او لشاهد حتي تشرع في محاكمة جنرالات الحرب في السودان؟ في تقديري ان العالم يعرف تماما ويسمع ويشاهد كل شئ ولكن الجبال ليس بها بترولا ولا يورانيوم حتي يتحرك حلف الناتو لحماية المدنيين كما حدث في ليبيا مثلا او حتي تتحرك الجامعه العربيه لارسال مراقبين كما حدث في سوريا مثلا اذا ان ما يعيف العداله الدوليه هي المصالح الدوليه وحسابات الربح والخساره إنه الوجه الحقيقي والقبيح لهذا العالم الذي يسترزق من دماء اهلي في جبال النوبه ويلتزم الصمت والنظام يمارس هوايته المفضله في ابادة العنصر الافريقي في السودان انها نازيه السود علي بعضهم او فالنقل نازية من يعتقد انه عربي علي من هو افريقي لكن الاكتر نازية هو المجتمع الدولي الذي ترك شعب الجبال امام قصف سلاح الجو السوداني تماما كما صمت العالم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حينما وقعت في رواندا مذابح بشعة بين قبائل التوتسي والهوتو ذهب ضحيتها نحو نصف مليون نسمة في غضون مائة يوم . ولان روندا كما جبال النوبه ليس لها ما تقدمه للعالم من بترول ام يورانيوم مقابل ان ينصره المجتمع الدولي ولذلك التزم المجتمع الدولي الصمت انه العالم بشكلة الحقيقي القبيح