نهاية الإنقاذوية عبر ضرباتها للهوية الوطنية عباس خضر [email protected] وهي ستكون ضربة فنية قاضية في هذه الجولة الوطنية النهائية الأخيرة في عمر المنقذين المنقرضين. فإذا تتبعنا دروب هدر الوطنية الإنقاذية منذ سنة 89م لوجدنا أهوالاً يشيب لهولها الثقلين تشويهية تشويشية لقتل الهوية السودانية عبر الهدر الوطني المتعمد. بدءاً من الطعنة الوطنية الإنقلابية الأولى فالإنقلاب الإستفزازي الإنقاذي على ديموقراطية شعب إرتضاها هي تعتبرأول هدر للهوية الوطنية مع تشعبه التحقيري للشعب والإتحاد الإفريقي معاً والذي يرفض ميثاقه الإنقلابات في القارة، وفعلا كان قد رفض الإنقلاب في موريتانيا والآن يرفض الإنقلاب في مالي. من أنتم..من أنتم!!؟ وهي جملة إستفزازية إنقاذية تحقيرية للشعب إستخدموها بصورة خطيرة صامتة كثيراً وإستخدمها القذافي بصورة علنية متلفزة طائشة عند هبة الشعب الليبي بثورته الطاحنة التي أطاحت به وقبرته مع شر أعماله الصبيانية. فالفوز بإجماع الشعب السكوتي إضافة لكونها ضربة للهوية الإنسانية السودانية هي أيضاً تضمين تحقيري خطير لجملة القذافي من أنتم!!؟ للشعب السوداني حتى يكون لكم مجرد شأن صوتي وكيان إنتخابي تقديري لنحكمكم على أساسه وحسب ترشيحكم لنا أولا فأنتم مجرد صفر على الشمال أو هلام يمشي على الأرض لاحس ولاصوت ولاشأن ولاكيان. فضربة البداية للإطاحة بالهوية والوطنية ومآلها المنزوي لها ما بعدها من نتائج فوز في إنتخابات تسمى علنية بطباخة إنقاذية تهدر وتضرب لما سيتبقى في عرفهم من بقايا الهوية والوطنية السودانوية المتداخلة ولفرزعت قبائلها وحسها الوطني المتفرد وتشتيتها لجهويات وعنصريات ضيقة تخدم فتات مايتبقى متماسكاً من كيان يقف في طريق تقسيمه لعدة تصاميم إقتصادية يسهل اللعب بها ومعها في بلع الموارد الخامية الضخمة(ذهب وبترول ويورانيوم وغاز...) بالورقة الإستثمارية الخارجية. وهي ضربة خطيرة للهوية الوطنية السودانية بتفكيك وتشليع كل ما يمت للوطنية والوطن والمواطن بصلة تقوى أواصر علاقته مع أرض السودان وبين شتى قبائله. فتهاجر كل الكفاءات بكل سهولة ويسروبساطة وعدم إكتراث وطني، الأطباء المعلمين البياطرة الزراعيين المحاسبين المهندسين.....إلخ لهذا فإن الضييق الشديد للمهاجرين وللشعب في الداخل صار يغلي من جراء الإستحقار المتتالي لهويته وكيانه الوطني الذي يعتزبه حتى ولكأن الثورة قد إنطلقت في كل البيوت. كذلك فالإنتفاضات والثورات التي حدثت والتي تحدث هي دائماً لناتج خلل حكومي في هدر الموارد الوطنية والبشرية وتهميش المستمسكات الوطنية وضياعها كالسكة حديد الرابط الوطني القومي القوي والخطوط الوطنية الجوية والبحرية والمشاريع التي ربطت وجدان كل الشارع السوداني كمشروع القاش وطوكر والجزيرة وجبل مرة والكناف والقضارف مشروع سمسم والهشاب والدخن ومشاريع الشوك وأبوجبيهة وتعليب بابنوسة وكريمة وحفرة النحاس وأمثالها التي تسربت وضاعت من بين يديه هدراً مستباحا. لهذا يقول الخبراء وذوي الحس الوطني المتقد إنه سيسقط المؤتمرجية عبرضرباتهم الخطيرة الفالتة وهدرهم الشنيع للوطنية وتمييع القضية الترابطية بمحاولتهم الغبية لسحق الهوية السودانوية والتي سوف تعود أكثر قوة وعنفاً وترابطاً أذلي.