منصات حرة هجليج أبيي ..عبري كبويتا نورالدين محمد عثمان [email protected] جوبا ، تركاكا ، كبويتا ، ياي ، بور ، توريت ، الخ كل هذه المدن الجنوبية كان نجمها يسطع إبان حرب الجنوب الثانية وطبعاً الثانية وصف لإحتمال وارد بأن تكون هناك حرب جنوب ثالثة ورابعة المهم هذه المدن وغيرها كنا نسمع بها ونراها وكانت لنا بها علاقة وطنية ولكن بعدها أصبحت القضية مختلفة تماماً عن قضية حب ووطنية فعندما عرفنا أن هذه المدن الجنوبية الهوية يمكن أن تنفصل عن أرض الوطن وتنشئ دولة قائمة بذاتها حينها لم يذهب العشق ولكن أصابتنا الحيرة والدهشة لم كانت هذه الحرب التى عرفت بأطول حروب القارة الأفريقية وفي صالح من وما كان المقصد منها ومن الذي كان مستفيد من إشعالها وإستمرارها ولماذا حتي في زمن الديمقراطية كانت هذه الحرب مستعرة حتي وصلت حينها حركات التمرد علي مشارف الكرمك وقيسان وكانت في طريقها للخرطوم وإستمرت بعد إنقلاب الإنقاذ وإستلام الحركة الإسلامية للحكم وتحويلها لحرب جهادية للإستنفار الشعبي فتحولت لحرب دينية جرّت علي السودان كل دول الغرب والشرق المسيحي الذين جاءوا لنصرة إخوانهم في الدين فخسرت الإنقاذ الحرب وكان من الطبيعي بعد تدويل مشكلة الجنوب وتحويلها لحرب دينية أن يكون للمجتمع الدولي الكلمة الأخيرة فأجبر الطرفين للجلوس والتفاوض فكانت نيفاشا التي كان الهدف منها الإنفصال وتكوين دولة مسيحية في جنوب السودان وبذلك في تقديري كان الكاسب لهذه الحرب الجهادية الجنوب المسيحي الذي خرج منها بدولة كاملة العضوية في مجلس الأمن وبذلك خسر الشمال الإسلامي الحرب ولكن بعد كل هذا ما زلت لا أستطيع التصديق أن كوبويتا ليست سودانية وتوريت وجوبا وبور وياي وكل مدن الجنوب فمازلت أعشقها كما الخرطوم و كسلا وعبري فكلها مدن سودانية في القلب ولكن ما يحيرني حقيقة أن تلك المفاوضات التي أجبر فيها الطرفان إجباراً ليصلوا لحلول سريعة لم تجبر ذات الأمريكا وحلفاءها الطرفين لإكمال المفاوضات حتي آخر قضية عالقة وتركتها عالقة بحدود رمادية فحكاية حدود الإستقلال وجنوبية هذه الأرض من شماليتها ليس لها معيار علي أرض الواقع لحسمها فكان الأجدي حسم هذه القضايا داخل المفاوضات بترسيم الحدود بين الدولتين فجميعنا يعرف أن جوبا وياي جنوبيتان وجميعنا يعرف أن كسلا وعبري شماليتان ولكن لم نسمع في التاريخ القديم ولا الحديث عن مدينة هجليج أو أبيي فهما مجموعة قرى تداخل حدودي وكان الأجدي أن تحسم تبعية هذه المدن الحدودية (البترولية ) في بداية التفاوض ولكن سوء النية المبيتة من الوسطاء وعدم حنكة وخبرة المفاوضين والسرعة التي تمت بها المفاوضات مع تحفظ معظم القوى الشمالية المعارضة علي إتفاق السلام بإعتباره إتفاق ثنائي رغم كل هذا فرضت ونفذت هذه الإتفاقية التي فصلت الجنوب ولم تحسم مسألة المدن الحدودية وبذلك أقول لمن وقع علي إتفاق نيفاشا دون أن يحسم تبعية هذه المدن ( بلها وأشرب مويتا ) فكانك يا عبيد ما غزيت فحرب الجنوب ستعود ولكن هذه المرة بأشرس مما كانت فالحركة الشعبية أصبحت دولة كاملة السيادة وهنا إخوتي الكرام الحرب الجهادية والتكفيرية لن تجدي ولن تنفع ، فهذه المرة لايحارب الشمال حركات متمردة فاقدة الشرعية الدولية وإنما هي حرب بين دولتين ومجلس أمن ومجلس كنائس عالمي وصهيونية عالمية وحلفاء أمريكا ، والكتوف إتلاحقت هلا فهمتم . مع ودي .. الجريدة