د . محمد علي خيرالله [email protected] خطأ تاريخي كبير وقعت فيه الانقاذ بسبب رغبتها بأن يسجل التاريخ للاسلاميين بأنهم أصحاب السلام في السودان ذبحوا إتفاقية الميرغني قرنق بالإنقلاب وعند بداية مفاوضات السلام لم يشركوا قطاعات الشعب السوداني بل ركزوا على عضوية الوفد منهم رضخول لكل طلبات أمريكا والشروط ووافقوا على بروتوكول أبيي والنيل الأزرق وجبال النوبة وبقاء الفرقتين التاسعة والعاشرة في الشمال وأعطوا الحركة الشعبية حكم الجنوب ولم يشركوا باقي الفصائل الجنوبية وحتى الجنوبيين الذين كانوا يعملون في القوات المسلحة وباقي الأحزاب الجنوبية لم يعطوهم أي مشاركة في حكم الجنوب وحادثة اللواء الجنوبي الذي لم يسلم سلاحه للحركة بعد الانفصال خير دليل وبذلك إستأثؤت الإنقاذ بكل الاتفاقية وحرمت إنعقاد المؤتمر الدستوري لكل السودان والذي كان مقترح لضم كل الأحزاب والفصائل الشمالية والجنوبية وأصبحت نيفاشا تقسيم الحكم بين الإنقاذ والحركة الشعبية والآن الانقاذ تبكي لتسليمها الجنوب ببتروله للحركة وهذا يدل على أن قادة الانقاذ تنقصهم الخبرة الاستراتيجية والمستقبلية والرؤيا الثاقبة لإحتمال إستغلال الجنوب لموضوع النيل الأزرق والجنوب كردفان بعد الانفصال وهذا ما وقع فعلياً ومكن مشاركة الحركة في حكم الشمال لمدة 5 سنوات ذلك ولذلك بإن الشعب السوداني الشمالي بضعف الأحزاب وسيطرة الانقاذ ضاع مستقبله بين أيادي الإنقاذيين وسياستهم والتي إهتمت بالمغانم الوقتية والسيطرة على الوظائف ومقدرات البلد وسيستمر ضياع الشمال والجنوب لو لم يتم شيء في الأفق المستقبلي والآن أصبحت المنطقة تحت رحمة مجلة تايم الأمريكية ومليونيرات أمريكا الدور الآن على المثقفين الجنوبيين والشماليين لإنقاذ الدولتين من الصوملة وهي قادمة بعد إنقطاع تصدير النفط والذي أخرجه الشماليين وأصبح في قبضة الجنوبيين ولكن ما هو مصير الإمداد الكهربائي والطرق والسلع بين الدولتين والواضح أن الحكومتين أصبحت يتم تحريكها من الخارج وليس بفعل الشعوب .