[email protected] توالت على الشعب السوداني الطيب المحن والمصائب والنصائب. آخرها نصيبة مصيبة (إنقاذه) التي أوشكت على الإنتهاء والزوال إلى غير رجعة. فقد أذاقوه الويل والثبور وعظائم مصائب الأمورفسالت دمائه مدراراً وسكب الدمع أنهاراً أنهارا ومازال. فصبر وصمد وغنى ألا أيها الليل الطويل ألا إنجلى بصبح جميل نضر،وغنى غداً تجف مدامعي وحتماً نكون كما نحب وتزول عن نفسي الهموم فغداً تعود مباهجي وتختفي من نومي كوابيس ثلاثة وعشرين عاما حسوما كالراجمات هتون وتزول للأبد هواجسي وغداً يكون لنا مثل الورى بلد وعيد . وحقيقة غداً يكون يوماً سعيد فكفاية كل هذي المآسي والكآبة والإحتقان. وسنكتب أدباً وإبداعاً بدلاً من المراثي سنقرض شعرا ًيلهب الوجدان والإحساس . ونحشد طاقاتنا للتلاقي وللتآخي وللتصافي وللحب والأمن والسلام والوئام والتعارف بين الناس والقبائل الذي جاء به الإسلام، (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). غداً نكون مسلمين حقأ لا إفكا وزوراً وتزويرا وخداعاً ونفاقا وللدماء سفكاً. غداً نجاهد أنفسنا لنطور بلدنا ، فجهاد النفس هو الأصعب والأخطر والمهم. ننقيها من دنس التكبر والكبروالكبرياء والتعالي والإفتراء والإزدراء ، ومن دنس الجاه والثروة والمال والسلطة إكتناز الذهب والفضة واليورو وعبادة الدرهم والدينار والدولار فلا لدنيا قد عملنا ونكون عباد لله إخوان وهي لله..هي لله ولا للسلطة ولا للجاه. لانتوانى في النفرة والنهضة ونحفر لكن ليس بالطورية ترعتي سد مروي وترعتي كنانة والرهد ونمد ماء النيل لبورتسودان ولكردفان ودارفور الصامدة الصابرة ونذهب عنها الحزن. غداً نوحد السودان بالمواطنة الحقة وبالحرية والديموقراطية الجادة وبإستقلال القضاء والخدمة المدنية والعسكرية القومية بالرشد في الحكم والعدل والمساواة فغداً نكون كما نود.