[email protected] صديقتي ادوت في الضفة الاخرى من جرح الوطن تابعت الرواية تابعت تفاصيلها حتي النهاية فرحت في الايام ابث اساي لا لانك ياسمراء اختي بل لانك انسانة تطرقين باب الحياة الكبير كان حقا ان نكون في ذات الوطن فنحن من امة واحدة بتاريخ واحد ونضالات واحدة ومصير واحد وجاءوا من اذا دخلوا افسدوا وجاثوا خلال الديار فبحثوا في قلوبنا عن نبض الوطن وقسموا خلايانا طبقا لرؤى الادعياء باننا مختلفين في اللون العرق الدين اللهجة والهوية وبصموا على ذلك دون علمي ،علمك او علمهم وصار الامر قانونا ودستورا وانفتح الجرح علي مصراعيه وكنا انا وانت ضحية لهذا الوجع الخرافي نبحث عن ذواتنا في زحمة الاحداث وصوت النعيق ورائحة البارود واشلاء الوطن . عندما خبرتهم مرارا بانك اختي نشانا سويا ولعبنا صغارا في فناء الجامعة وتعلمت من امي والعم ازرق باننا اخوةلايفرقنا احد وتطابقت الرؤى والتقينا في حب اكبر اسميناه الانتماء للتراب وتشبثنا ببعضنا ولكنهم نزعوك مني باوراق وقعوها وطائرات حملوها بالموت وابواق علا شؤمها بالتفريق والتمييز وانتهاك لابسط حقوقنا كانسانيين ربطنا يوما انتماء لبعضنا ولتراب كان يسعنا وحلمنا فيه سويا بحرية وتنمية وتطوير مددنا ايدينا لكي نبني فيه مدنا للقادمين باسم الحب والانسان والسودان ولكنهم ضربوا ايدينا بعصى الكهنوت والتمييز والشرف القرشي النبيل كانوا الاقوى فاجمعوا امرهم علي شرخ ترابنا وقسموه اشتاتا اشتاتا كي لانكون ذات الانتماء ونظل نبحث عن ذواتنا في ذات جميع المقهورين . كان حقا ان نكون وكان حلما ان يعود الجرح مندملا لوطن بنيناه انا وانت ياصديقتي السمراء بلون الابنوس وبشرنا به في الدروب المهلكات واخبرنا به البسطاء فشاركونا حلمنا ولكننا قتلنا حين اتسع الجرح وابتعدت ضفتيه وملأها الامويين اتباع الدجال قيحا واطلوا بوجوهم الكالحة القميئة واختلف الرعاة في مرعي يتوسطه حاجز البارود وتعلوه الانتنوف ومدن الخوف والضياع . بكى الشرفاء والانسانيون في وطني رفعوا الحداد لشق الوطن فقابلوهم بالعصي والحديد والضرب لانهم عشقوا تراب هذه الارض لاتحب الوطن فهذا جريمة حب السلطان في خلاعته وخوائه تكن انت من جوغته فنحن في زمان المشى علي اربعة. وتحدث الساسة عن معادلات البترول ومعدلات التضخم وانسياب العملة الحرة وحزنوا علي سعر البرميل في الاسواق الصينية ولكن احدا منهم لم يتحدث عني ولاعنك عن الانسان الجنوبي الذي شاركنا حلمنا يوما بان نكون في وطن الجميع عن صديقتي ادوت وهي بين شطي الجرح حائرة مثلي تبحث عن ذات اخرى تهرب اليها فكل يوم تبعدها جراحات الوطن اذكر يوما تحدثنا فيه كثيرا عن ما يعنيه الانتماء دون تمييز ووطن بكل الالون يسعنا ويلملم ماتبقي من اشلاء ولكنه يوما سياتي فنحن نرقبه ومؤمنون تمام بانه لن يغيب طويلا. ادوت : اين انت ياصديقتي ،خبريني فانا ابحث عنك منذ ان علت سماؤنا الانتنوف تبعث بالشرر.