[email protected] بهذه المناسبة.. أين المؤتمر الذي كان من المتوقع أن يُعقد في شهر أغسطس السابق؟؟.. والذي اُختير له عنوان (نحو إستراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية)؟؟؟؟؟. بعد هذه الفقرة نعود للمقدمة: العربات الفرنسية ماركة (بيجو) القديمة تُسمى عند السماسرة (غضب الوالدين).. يصل صاحب البيجو الى منزله والعربة فى أحسن حال.. و(يُقرِّش) صاحب العربة عربتهُ بعد أن يودعها بإبتسامة حنونة.. ثمّ يطلُّ عليه الصباح.. فيجد أن (الفرامل عآآضة).. أو (الكلتش مُفوِّت).. أو (الكاربرتر مقدود).. أو... أو.... أها.. الحال دا هو حال حكومة الإنقاذ.. باقي عليها حال زي حال (البيجو).. وما معروف ابو (الحكومة) منو؟؟.. زمان كان عندها (ابو) واحد وطلعوهو من البيت. بعد هذه المقدمة نعود لموضوعنا. يقول رئيس الجمهورية في مقدمة كتاب (التميز المؤسسي) للبروفيسور هادي التيجاني أنّ الخدمة المدنية كانت هي العائق الأول أمام تنفيذ الإستراتيجيات المختلفة التي تعتمدها الدولة.. وطبعاً دا كلام بجيب كلام تاني.. حيث ساهم نظام الإنقاذ في تعطيل المؤسسات.. وتشريد العاملين والموظفين.. وضعضعة الخدمة المدنية. وللعودة الى العمل وفق التفكير/التخطيط الإستراتيجي.. كان لا بُدّ من استصحاب العامل البشري.. أين هو الآن؟؟.. واين يجب أن يكون؟؟.. ثمّ اسئلة من شاكلة: ماهو الخطأ الذي يجعل العامل/الموظف السوداني ينتج ساعة ونصف في اليوم؟؟.. من مجموع ثمانية ساعات ونصف هي جملة ساعات العمل في اليوم؟؟؟. لماذا ينجح السودانيون في الخارج؟؟.. يصنعون المستحيلات ويحصدون الجوائز.. بينما يلعبون (غمدت لبدت) في سودانهم؟ وزير الموارد البشرية السابق.. الأستاذ كمال عبد اللطيف.. تشجع لفكرة المؤتمر.. أن يأتمر الخبراءُ ليناقشوا قضايا التنمية البشرية في سودان ما بعد تسعة يوليو.. ما بعد الإنفصال.. وتكوّنت اللجان.. كلّ لجنة لها مهامها.. وتحركت اللجان وأنجزت.. وكنتُ في اللجنة الإعلامية.. ولأن الفكرة كانت مغرية ومنتجة لأجيال بعدنا.. ولم يكن هنالك تمويل كافٍ للمؤتمر.. دفعنا من جيوبنا لتسيير عمل اللجان. ولكن.. حدث التغيير الوزاري.. وذهب كمال عبد اللطيف الى وزارة المعادن.. واصبحت وزارة الموارد البشرية من نصيب الحزب الاتحادي.. وجاء الدكتور عابدين محمد شريف.. ويُقالُ أنّ الرجل يحمل درجة الدكتوراة في الإدارة.. ولكن مات المؤتمر الذي كان من شأنّه أن يضع على الأقل مناط الإسناد (Benchmark) للتنمية البشرية في السودان. من المؤسف أنّ كثيراً من الوزراء يبدأون عهد استوزارهم من الصفر.. لا يبدأون من حيث انتهى اسلافهم.. وهذا يجعل التجربة المتناقلة داخل الخدمة المدنية لا قيمة لها على الإطلاق.. حيث يقوم الوزير الجديد ب(تصفير العداد).. ويشحن الوزارة ب(رصيد) جديد.. هذه عادة (كالعبادة) لدى السياسيين السودانيين. ولا يجب أن يسلك السياسيون الذين يحملون الدرجات العلمية (مثل د.عابدين) ذات سلوك السياسيين (الجرمندية.. بتاعين طقّ الحنك).. وإلا سنقول على الدُنيا السلام. أتمنى أن لا تكون الفكرة قد ذهبت مع الوزير السابق.. فالأفكار القويمة يجب ان تبقى.. يجب أن تُزرع تحت الشمس.. وأن تُسقى بإهتمام.. حتى تنتج ثمراً مفيداً.