دموع ادريس .. وابتسامات .. أديس ! محمد عبد الله برقاوي [email protected] ربما يتسأل دائما الانسان الساذج مثلنا ..لماذا البسمات بنجاح المحادثات يتركها المفاوضون الحكوميون ، اما خلف القاعات المغلقة في عاصمة التفاوض واما معلقة في خيوط أضواء الكاميرات التي تسجلها للاعلام قبل مغادرة الوفود..! وكما الملاحظ أيضا أن التجهم تبداء ملامحه في كل مرة على الوجوه الدائمة للتفاوض عند الهبوط من على سلم الطائر الميمون ! هل لان الانقاذ أو حتى الحركة الشعبية بعد كل نجاح تفاوضي ولو نسبي ،أن لكل منهما وجهان ..واحد للتبسم فرحا والآخر للتجهم غضبا ! والجواب هو نعم ، من واقع متابعة المسلسل الطويل والممل ما بين ، كر السفر على أمل تحقيق النجاح .. وفر العودة هربا من الالتزام بما أتفق عليه ، وقبل أن يجف حبره بعد ! كان اتفاق نافع/ عقار ..قاب قوسين أو أدني نحو اطفاء شرارة حريق النيل الأزرق التي تطايرت من هشيم جنوب كردفان المحترق ، فجاء الرئيس ونسفها مثلما ينقض والد العروسة الرافض ( للجوازة ) ويفركشها قبل أن يغادر مسجد العقد ! في مرحلة قادمة وعندما تبسم ادريس وهو يشد على يد رئيس وفد الجنوب وتبادلا في كفيهما ما سمي بورقة الحريات الأربع ! لم تلبث تلك الابتسامة تحت غمامات اديس أن تحولت في كتاحة الخرطوم الى دموع سكبها ادريس عبد القادر وياللمفارقة في مسجد آخر ايضا ، حينما نتف ريشه الامام في خروج عن نص الخطبة ، واصفا اياه بخيانة العقيدة والوطن باتفاقه مع من لادين لهم ولا وطنية ! الواقع أن في نظام الانقاذ هنالك من يرسمون الاحلام ..وهنالك من يجيدون تحويلها الى كوابيس ، وفي النهاية النتيجة واحدة ..فقط الفرق أن من يرى حلما ورديا يستفيق مبتسما قليلا ، أما من يصحو وهو مذعور من الكابوس فيكون منزعجا ومزعجا في ذات الوقت ! وبين احلام وردية لا تمكث في الأجفان الا قليلا ، وكابوس طويل ظل منبسطا على طول طريق الانقاذ الشائك ، ومشادات فرقائها ، المبتسمون منهم في اصفرار مؤقت والمتجهمون منهم وتتدلى من اسنانهم دوما قطرات الدم ( الدراكولي ) تظل دمعات الوطن وأهله هي السائلة على خدود الزمن التعيس..! فهلا جهزّت معينك من الدموع يا سيد ادريس وأدّخرت لنا قليلا من نقاط ..وانت تترك ابتسامتك في أجواء اديس الجميلة قبل عودتك من الجولة الحالية، فقد تجد حتما من يحيلون ابتسامك الى نحيب رابضين خلف المنابر أو يستلون سنان أقلامهم السوداء ! والله المستعان .. وهو من وراء القصد.. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : 14323.jpg