.. [email protected] من الملاحظ هذه الأيام كثرة حديث كبار مسئؤلي الحزب الحاكم .. والحكومة.. الاستخفافي المبطن بالتحذير أو التهديد والسخرية عن عدم امكانية تحريك المعارضة للشارع او حتى خروجه من تلقاء نفسه ، حتى في حالة رفع الدعم المزعوم عن المحروقات والذي علي عدم وجوده في الأساس فانه مجرد اطلاق أشاعة بانه قد رفع من قبيل رفع العتب ليس الا ، فسيكون له رد فعل ما.. لامحالة..! والحكومة مضطرة لاتخاذه ان آجلا أو عاجلا ليس لفك ضائقة المعيشة لانه بالطبع لن يؤثر كثيرا في فكها ولا فك زنقة الحكومة الاقتصادية نفسها، بل لتقول للصناديق الدولية أنها تتبع سياسة الأقتصاد الحر لكسب ثقتها للحصول على القروض والتسهيلات ورفع قيود عدم التعامل معها الخ مصطلحات الاقتصاد التي تقل ثقافتنا فيها كثيرا عن اجادتنا للغة الصينية اذ لا نعرف منها الا كلمة ( ني هاو)..! المهم يا سادة ، هذه الأيام ما أنعقد اجتماع ولا التأمت ندوة أو حتى سماية ، أمها نفر من الناس وتحدث فيهم ( مسعول ) انقاذي الا أطلق بالون اختبار لمعرفة ما يجول في خواطر الناس من نوايا ، في حالة طبقت الحكومة علاج الكي أياه ! والاستتنتاج الذي لا يحتاج لمدرس خصوصي أو التميز بلقب ذكي، هو أن ذلك كله ابراز لخوف يتردد خلف جدران الحزب الحاكم ومن داخل حوائط الحكم ، فينعكس صداه تلقائيا في خطب القياديين والتنفيذيين مثل تصرف المنخلع حينما يضرب في مكان حركة الدابي حتى قبل ان يراه أو يتيقن من حقيقة وجوده ! وهو نوع من قياس الرأي المتخلف والتحسبات الخاطئة ، بصورة ساذجة لعمل ضربات استباقية ولطمات سريعة في وجه المعارضة الناشف من اللحم ، هذا ان كان لها أصلا..وجها أو قفا تضرب عليه ! فمعروف ان كل الثورات التي قامت في دول المنطقة خلال العام المنصرم ، او التي يشتعل أوارها حاليا ، سبق فيها الشارع المعارضة بخطوات والتي جاءت في بعض الأماكن بعد رجوع عنقريب تشييع النظام المخلوع ! واذا كان شعبنا الصابر ، وشارعه المعبأ برياح الغضب التي تنتظر نفخة السبب وهذه حقيقة، قد ظل يقدم رجلا ويؤخر الثانية طويلا نحو الانتفاض ، فمن أهم مسببات تردده هو عدم تعويله على تلك المعارضة بذات درجة ضيقة من كتمة الانقاذ الطويلة ، بل وكل ما يخشاه أن يجّهز الثورة ككرة مقنطرة نحو التهديف للعيبة الثوار ، فتنقض عليها قدم المعارضة الانتهازية لحصاد النصر والاستئثار بثمراته لتبدأ مأساة ديمقراطية ( أم ضبيبينة) التي ستقودنا لانقلاب جديد ، معروف سلفا من هم الأكثر جاهزية للقيام به ، خاصة وان ترتيب البيت الداخلي للجيش بعد أن تم تجييره بالكامل لصالح أخوان البنية يحتاج لسنوات ، لن تصمد حيالها أية ديمقراطية ترجى من معارضتنا الهزيلة، بكل أشكالها .. المدجن منها والمقسم والكسيح والمخرف والعامل نصيح ! وكلا الطرفين الحكومة وحزبها من جانب ، والشعب من جانب آخر ، ينطبق عليهما قول شاعر الحقيبة ( ياعيني مالك خايفة من الخايفة عينه )..! ولعل تلك الفجوة تذكرني بذات المأزق الذي وقع فيه اخوتنا المصريون الذين تاهت ثورتهم الممهورة بالدماء والدموع وسط مرشح الكيزان ، وخيار الفلول..وهذا ما يجعل خوف شعبنا شرعيا وبالأصول من ان تقع ثورته القادمة في نفس مستنقع ثورة ابريل الراحلة فاما العودة لسدنة مايو وقوة امنهم الجاهزة واما المضي في طريق الكيزان وانتهازيتهم المتربصة .. فيصبح شعبنا بين خياري الطرفة المصرية الساخرة التي صورت موقف الناخب هناك في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة ..بين انتخاب محمد مرسي الكوز، الذي سيلبس النساء الطرح والرجال الجلاليب القصيرة أواختيار شفيق الفلول الذي سيلبس النساء جلاليب قصيرة والرجال الطرح ! فهل بخوفنا من تداعيات زوال نظام الكيزان وضعف معارضتنا سامحها الله ، وترددنا رغم كل ما فعله فينا ، مازلنا لم نلبس الطرح بعد يارجال السودان ..مع كل احترامنا لنسائنا المستورات باللبس المحتشم في كل زمان .. ومكان..! والله المستعان.. وهو من وراء القصد...